الرياض- تحقيق - إيمان البحطيطي:
يزداد الطلب على البطاقات الائتمانية والقروض سنوياً خلال فترة الصيف بنسبة 90% بحسب مصادر بنكية مطلعة، وذلك لمواجهة الرغبة العارمة في السياحة والسفر مما يشكل عبئاً مضافاً على كاهل رب الأسرة السعودية ، ومما يزيد الطين بلة عدم انتشار ثقافة التخطيط بين أوساط المستهلكين وتحديد الضروريات، والإعداد المبكر للرحلة الذي يقلل النفقات ويتيح الفرصة لوكيل السفر لإعداد الغرف والأجنحة بتكلفة أقل مما يعود أثره على كل من العميل والوكيل وبالتالي على اقتصاد المملكة.
في البداية يؤكد وليد السبيعي مدير وكالة سياحية، ونائب رئيس لجنة السفر والسياحة بالغرفة التجارية بالرياض أن التخطيط المبكر للسفر يضمن للعميل اختيار أفضل مواعيد للرحلات وبتكلفة أقل، بجانب الحصول على أسعار مناسبة جدا للفنادق.
وأوضح السبيعي أنه بعد اعتماد شركات الطيران العالمية ومنها الخطوط السعودية سياسة مبيعات تعتمد على الشرائح السعرية للمقاعد وفقا لأسبقية الحجز لذا أصبح من المهم التبكير في إجراء الحجوزات للحصول على المقاعد المطلوبة بأقل تكلفة، فإذا قام العميل بالحجز مبكراً سيتلافى هذا الفرق الباهظ، وذلك يتيح لشركات الطيران إعداد رحلات إضافية وبتكلفة مناسبة.. مشيراً إلى أن التخطيط له علاقة بأسعار فنادق الخارج فالحجوزات المبكرة تتيح لوكيل السفر إعداد الغرف والأجنحة بتكلفة أقل, حيث إن الفنادق تستغل تأخر المسافرين بتطبيق التعريفة الأعلى للتكلفة فيما يعرف ب(RACK RAT).
وأفاد السبيعي بأن إصدار التأشيرات يمثل صعوبة بالغة فإصدار التأشيرة يستغرق أكثر من 45 يوماً لبعض السفارات, إضافة إلى صعوبة حجوزات المقاعد بالمواعيد المناسبة والتكلفة المقبولة, و الحصول على غرف متجاورة للعائلة.
وطالب بالاعتماد على وكيل سفر معروف وعدم النظر إلى العروض الجذابة فقط سواء من الشركات الموسمية أو مواقع الإنترنت والتي تنتهي في الغالب بتجارب مريرة والإعداد المبكر بتحديد الوجهة قبل موعد السفر بثلاثة أشهر والبدء في إجراء الحصول على التأشيرات وحجوزات الطيران والفنادق, للحصول على خدمة مميزة وسعر أقل.
وحذر من الإفراط باستخدام البطاقات البنكية وبطاقات الائتمان وعدم إبرازها إلا إلى جهة موثوقة تماما, كالفنادق و المعارض الكبرى مع قراءة المبلغ بدقة قبل التوقيع.
ودعا إلى التواصل مع وكيل السفر في حالة وجود صعوبات وعند ملاحظة عدم التعاون نأمل سرعة التواصل مع لجنة السفر والسياحة بالغرفة التجارية.
فيما أكدت فايزة العجروش- الأخصائية الاقتصادية بوزارة الاقتصاد أن الحياة الأسرية تحتاج إلى وضع ميزانية محددة،و ذلك لتغطية الحاجات الأساسية بشكل متوازن, وكذلك قضاء الإجازة الصيفية لا يكون دون تخطيط مسبق,والتخطيط السليم لابد أن يشمل إعداد ميزانية تقريبية تتضمن الحساب الدقيق لكل ما يمكن صرفه في هذه الرحلة، مع إضافة مبلغ من المال كاحتياطي للطوارئ، ومن المهم أن تكون القائمة مرنة لأننا قد نغير وجهات السفر، وهناك عوامل مؤثرة على الميزانية أهمها: مستوى دخل الأسرة ووجهة السفر.. فالتخطيط والميزانية هما المفتاح الرئيس لتحقيق النجاح في تقليل النفقات.
وتوضح العجروش أنه يجب تحديد الضروريات والكماليات حتى نتعامل معها وفق الميزانية
ونبدأ حساب الميزانية بالتكاليف الكبيرة، ونقدر التكلفة بدقة ونتجنب الزيادة أو النقصان ثم نحسب زيادة الأسعار والاستفادة من فروق الأسعار عند تعدد الضروريات، والالتزام الصارم بالمخصص للاستهلاك لأن الترشيد سبب رئيس لنجاح الميزانية، وأن يتكلف فرد بالأسرة بمراقبة المصروفات والاتصاف بالمرونة تحسبا للظروف التي تقع لتستوعب أي مستجدات طارئة.
وإذا لم تكف الميزانية للكماليات فعلينا الاختيار بين الترفيهيات ثم تحديد المتطلبات الضرورية للأطفال، و كتابة المصاريف اليومية للميزانية لكشف الخلل, تجنبا لأي مشاكل ويجب علينا تعليم جميع أفراد الأسرة ثقافة الترشيد، وتدريبهم على التوفير من خلال وضع ميزانيات مصغرة بمبالغ محددة وتعليمهم كيفية التعامل معها ونقوم بحساب النثريات، ويُسمح ب5% زيادة على التكاليف المحددة.
وتشير العجروش إلى أن الإعلام والتسويق يلعبان دورا خطيرا في تسهيل الحصول على بطاقات الائتمان,وتؤكد مصادر بنكية أن الطلب على البطاقات والقروض يزداد خلال الصيف بنسبة 90%من أجل السفر,وعلى المسافر أن يقتصد في استخدام البطاقات على الضروريات وألا يحمل نفسه فوق طاقتها بأعباء الديون وأن يرتب أموره وفق احتياجاته.