حفل التاريخ بصور سيئة لأوضاع المرأة في القديم وتتابع هذا الوضع في السوء في الحقب الزمنية التي تلتها حيث عانت المرأة نتيجة لخلفيات عقائدية أو تاريخية أو ثقافية أو على مستوى السلوك العملي.
|
وفي هذه الأثناء دعونا لا نبتعد كثيراً وصولاً إلى شريعة الإسلام لنتبين كيف أطر للتعامل مع المرأة بشكل مثل نقلة نوعية تاريخية نقلها إلى مستوى الإكرام والإجلال في مجالات شاملة.
|
وإن تكريم الإسلام للمرأة ليس مجالاً للجدال، حيث قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}.
|
ولقد وجه الإسلام بإكرام المرأة منذ ولادتها وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تكرهوا البنات، فإنهن المؤسات الغاليات) كما أن رعاية البنات وكفالتهن توجب الجنة قال صلى الله عليه وسلم: (من كانت له ابنة فأدبها وأحسن أدبها، وعلمها فأحسن تعليمها، فأوسع عليها من نعم الله التي أسبغ عليه، كانت له منعة وستراً من النار)، وإن هذه الأطر من التكريم تشمل الفتاة قبل زواجها وتشملها بعد زواجها وهي الأم والأخت والجدة وإلى أبعد من ذلك.
|
وهنا نقول إن تأطير الإسلام لإكرام المرأة بعد زواجها يأخذ آفاقاً أبعد وأشمل، فهي تلك المعادلة الواسعة الأطراف التي بنيت على مكونات جديدة تشمل أسرتين بما تحويه هذه الأسر من تقدير وحقوق وواجبات.
|
وإن هذه المعادلة لو أتينا للحديث ولكننا سنتحدث عن جانب قد يخفى في هذه المعادلة والذي يتمثل في إكرام المرأة بعد زواجها بتأكيد صلتها بأهلها وحثها على برهم والتي تنطلق من قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا}
|
وهنا نخاطب ذلك الزوج والابن البار المسؤول عن رعاية هذه العلاقة لكون صلة الزوجة به من آكد الصلات كيف لا واحترام الوالدين وإكرامهما والتعامل معهما برفق وإحسان ومحبة ورأفة هو من صميم ما يوجهنا به دينا الحنيف، وليس بر الوالدين إلا من الوفاء وتقدير الجميل ورد العرفان لشخصين قدما الكثير وتحملا صنوفاً من المتاعب وصرفا أعز الأوقات من أجلها، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، وتلك سنة يخدم فيها كل جيل أبناءه، ويعز فيها كل نسلٍ آباءه، لذا قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم: (بروا آباءكم يبركم أبناؤكم).
|
أغوى امرؤ يوماً غلاماً جاهلاً |
بنقوده كي ما يحيق به الضرر |
قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى |
ولك الجواهر والدراهم والدرر |
فأتي فأغرز خنجراً في قلبها |
والقلب أخرجه وعاد على الأثر |
ولكنه من فرط سرعته هوى |
فتدحرج القلب المعفر بالأثر |
ناداه قلب الأم وهو معفر |
ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر |
|
|