إليكما أيها الزوج ويا أيتها الزوجة هذه الحروف القلبية الهامسة..
إن الحياة كلها مهما كانت وجهتها تحمل في طياتها الكثير من السعادة إذا نحن ابتدأناها من أنفسنا ولم ننتظر أن يقدمها لنا شخص آخر.. إذا نحن اعتقدنا بقدرتنا وعملنا بها بحب.. لذا قدموا ما لديكم بقلب صادق رحيم بدافع الحب وبروح مخلصة لا تنتظر المقابل واشعروا بطعم إسعاد شريك حياتكم فهي دوما سوف تنعكس وتتشاركاها مع بعضكم واستبشروا بالخير، وحذار من وضع إطار مثالي لشريك الحياة مبني على اختيارات ومقارنات ذوقية وخيالية فلا كمال إلا لدى من بمشيئته جمعكما معا، فادعوه يحقق لكم ما تهفو اليه أنفسكم واعلموا أن العظيم من يتمتع بشيء من المرونة والتغافل والتسامح بلا عتب ضمني أو ظاهري واتخذوا من أنفسكم سكنا لبعضكم ومن ثغركم بسمة للآخر وكونوا الحديقة العاشقة والمغردة بالحنو التي يلجأ إليها كل منكما إن ألَمَّ به أمر أو كدر.. وأفسحوا بشيء من الحرية لشريك حياتكم ولتتعلموا من البلابل التي تحتضنها أعشاشها ويطربنا شدوها أنها مهما حلقت بعيدا عن العش إما بحثا عن الرزق أو غيره فإنها لا تمكث طويلا إلا وتعود، والفطن الذي يحتضن هذه العودة بأي وقت أو حال كانت ليشرق صباحه على أنغام هي أحلى من شدو البلابل.. إن الحياة الزوجية السعيدة تتطلب الكثير من التضامن وليس التوافق التام.. تتطلب الكثير من الترجمة الفعلية للحب والفهم الأكثر لهذه الترجمة الفعلية.. تتطلب الكثير من الكلمات الطيبة والأكثر من تقديرها.. تتطلب رسم المستقبل والعمل بجهد عليه والأكثر للتعاضد من أجله.. لذا نجد التحفة الرائعة قد يبدعها شخصان متفقان لكن من المستحيل أن يبدعها أشخاص كثيرون مختلفون، فلتتجنبا النصائح العشوائية والإرشادات المتوارثة التي تُخلل بين قبضة يديكما وتهشم تحفة حياتكما.. ولا تعتقدوا أنه قد لا تتخلل حياتكم أزمات، ومن من البشر من لم يذق ألما ودام له صفو حياة!
ولكن الألم يخف وجعه إن وجد من يطببه ويقف معه، ولذا وان كانت الأزمة بينكما إياكما والهرب منها وبها للآخرين، بل ادركا أن حلها بينكما ومع بعضكما أنجع وأطيب أثرا في نفوسكم..
انه لا شئ أغلى في الحياة من البيت الآمن والأمان يحوي السكينة في التعامل والراحة بالثقة بالآخر والابتسامة الدائمة وتقوى الله في شريك حياتك، فابنيا بيتا آمنا من صنعكما فهو أجمل هدية تهدياها لأبنائكم القادمين - بإذن الله -.. وأروع امتثال لهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وطريق لمرضاة الله وتوفيقه الدائم لكما.
وتذكرا.. بقدر ما نُحِب بقدر ما نُحب.
هدى ناصر الفريح