كالعادة أتصفح الجزيرة قبل أن تخرج للقراء، فالطبعة الأولى يقرؤها المديرون المسؤولون قبل أن تذهب الى الشحن متوجهة الى المناطق خارج الرياض، وفي الصفحة 38 من مقالات الرأي قرأت مقال الأخ الزميل صالح الصقعبي، والصعقبي زميل وأخ وعزيز عليّ، وعلى كل من يعرفه من أدباء ومثقفي الرياض والقصيم، وكان مقاله عن الشيخ محمد بن عبدالله الجاسر المدير الإداري لمحاكم القصيم.
المقال جاء تقديراً لرجل يعرفه كل أهل القصيم وبخاصة أهل بريدة، فالشيخ محمد بن عبدالله الجاسر عرف بحبه للخير والعمل من أجل الفقراء منذ أن كان الساعد الأيمن للشيخ الخريصي في مدينة بريدة ومنطقة القصيم قاطبة، وهو إنما يتوافق مع ما يقوم به آل جاسر في خدمة لأهل القصيم، فآل جاسر كما جاء فيما ذكره الشيخ محمد بن ناصر العبودي بأن آل جاسر كانوا حماة بريدة وقضاتها وموثقو عقود النكاح في بريدة، ولهذا، فإن كل قوافل العقيلات لم تخل من أبناء الجاسر حيث كانوا يؤمون الصلاة ويوثقون عقود النكاح بالإضافة إلى قيام شبابها بحراسة قوافل العقيلات ذلك ما ثبته التاريخ الذي جسده الشيخ محمد عبدالله الجاسر الذي كان شفيعاً لكل طالب حاجة إذ كان يقدم الطلبات والعروض لأولي الأمر ويتابع الطلبات للمحتاجين حتى يحصل على ما يريده أصحاب الحاجيات في بريدة والقصيم، ولذلك كان الشيخ محمد العبدالله الجاسر عنوانا لكل من يطلب مساعدة، وكان يتوجه لأولي الأمر يعرض حاجيات المحتاجين، ولأن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد يثقون كثيراً بما يعرضه ويطلبه الشيخ محمد العبدالله الجاسر فقد كانت الموافقة جاهزة ودائماً إقرار بما يطالب به الشيخ الجاسر.
الآن فقدت القصيم شيخا فاضلا من أهل المملكة ولا أقول من أهل القصيم لأن الخير يطلب للجميع من الجميع، رحمك الله يا شيخي محمد العبدالله الجاسر ولا أقول قريبي، لأنك شيخ تعم فضائلك كل إنسان مسلم وسعودي، والله يرحمك، وشكراً لابن الصقعبي الذي أتاح لي الحديث عن هذه القامة القصيمية.