أكتب عن رجل لن تزيده كتابتي وكتابات الكتاب والصحفيين إلا حباً لوطنه وصوناً لأمانة عظيمة حمله إياها خادم الحرمين الشريفين -رعاه الله- نسأله تعالى أن يعينه على تحملها إضافة للأعمال الموكلة له والتي كان -وفقه الله- ممسكاً بزمامها بكل اقتدار، يؤازره رجاله المخلصون وأبناء وطنه الأوفياء الذين هو منهم وفيهم وهو معهم في الأفراح والأحزان رغم العمل الذي له من الكم والكيف شيء لن يقوم به إلا من أعانه الله عليه.
نايف بن عبدالعزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية في بلد الحرمين الشريفين، يحسن التعامل مع جميع الطبقات في مجتمعنا الكريم، ويقوم بأعمال هذه الوزارة المسؤولة عما يحدث داخل بلادنا الطاهرة وما نراه -ولله الحمد- من أمن في أركان مملكتنا الطاهرة لهو بعد توفيق الله من فكره ونباهته والاعتماد على الله تعالى في كل ما يفعل...
والمتتبع لتاريخ هذه البلاد المباركة أرض الرسالة ومهبط الوحي ومسرى محمد -صلى الله عليه وسلم- يجد أن هناك مواءمة لا مثيل لها بين تطبيق شرع الله تعالى وعمل وزارة الداخلية من خلال ما تحيله وزارة الداخلية لقضاة المحاكم الشرعية التي تصدر أحكام الله تعالى على المتعدي لحدود الله وما هذا الارتباط الوثيق إلا نتيجة بعد نظر القيادة المباركة والتزامها بتعاليم الشرع المطهر. والرجل الذي أتحدث عنه الآن إذا تأملت حديثه في الإعلام وحتى في مجالسه الخاصة فإنك تجد اهتمامه من خلاله موقعه القيادي الرسمي في هذا الجهاز المهم بالالتزام بالشرع الإسلامي منهجاً وسيراً على خطى الرجل المبارك ومؤسس هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير ما يجزي به عبده الصالح.
لقد وضع الأمير نايف بن عبدالعزيز وزارة الداخلية وأنظمتها ونهجها وأتباعها منهجاً واضحاً بعيداً عن الضبابية والغموض موضعاً أثنى عليه كثير من مسؤولي العالم المتحضر من بلدان العالم، فضلاً عن الهيئات الحقوقية والأمم المتحدة، من خلال تعامله مع الذين غرر بهم من خارج بلادنا من الذين اتبعوا أفكاراً شاذة دخيلة مؤلمة ومحزنة، فكان -وفقه الله- ذا حزم وحلم وأناة فاجأت كل من وقف وراء هذه التصرفات الجبانة الماركة. وما نهج المناصحة الذي رسمه مساراً خلال هذه المدة الوجيزة قياساً بحداثة الفكر وكيف كان التصرف معه سريعاً وواضحاً حيث إن إيضاح فداحة ما فعله هؤلاء لهم، وأعطاهم الفرصة الثمينة لمراجعة النفس والعودة عما زرع في عقولهم من أعداء الدين الإسلامي وأعداء هذا الوطن الشريف المشرف على مر العصور والأزمان لهو محل فخر واعتزاز لكل مواطن يقيم على أرض هذه البلاد.
إضافة لحزمه وصرامته على كل معتد على حقوق الناس في هذه البلاد، فهو ذو خلق رفيع وأدب جم وعطف على أبناء الوطن، ومتحدث فصيح يأسرك بفضله ونبله ويساعد المرضى والمحتاجين دون علم أحد، نهجه نهج من أسلافه من ولاة أمرنا في هذا الوطن العزيز الذي يعتز به سموه دائماً. وقد سخر وقته وجهده وفكره إضافة إلى إجازاته الرسمية له. ولقد كانت كلماته عندما تحدث لوسائل الإعلام باعثة وداعية للاطمئنان في النفوس حيث كانت كلماته تدل على الاهتمام بالوطن أولاً وليس بأي شيء غير الوطن والمواطن، فإن الأمير نايف -وفقه الله- ذو بصيرة ثاقبة، وما اختيار قائدنا الصالح عبدالله بن عبدالعزيز له في هذا المنصب إلا ثقة وتوكلاً عليه -بعد الله- وائتماناً له على شؤون المواطن والمقيم.
لن أسهب في الحديث عن هذا الأمير الفاضل والمسؤول المبارك والمواطن القريب من أبناء الوطن لكنني أتمنى أن تبحث هذه المسيرة العطرة المتزنة والحازمة في كتاب يصدر عن صحيفة أو عن جهة تبين جهد الرجل الخفي في هذه الدولة الفتية. وإنني كما أسلفت لن أستطيع جمع ما عمله هذا الرجل في هذه السطور القليلة.. فليبارك الله فيك يا نايف بن عبدالعزيز فحقك علينا الدعاء لك بظهر الغيب بوفاء وحب، كما وفيت وأحببت أبناء وطنك ووقفت معهم في مناسباتهم السعيدة والحزينة لأنك تعلم ما لك من حب الناس في وطننا، فإنها لم تثنك عن التواصل معهم دائماً وإن لوقفاتك معهم بالغ الأثر فهنيئاً لك هذه الثقة الغالية من الملك المبارك، وجعل الله لك نوراً في طريقك وقلبك يهديك طريق الحق والصواب، فالأمانة عظيمة والثقة كبيرة وأنت تستحقها، فعملك في الوزارة جهد كبير وعلمك في مجلس الوزراء جهد كبير، وأنت كبير أيضاً في نفوسنا وفي قلوبنا وفي عيوننا.. كيف لا أيها الساهر على أمننا خلال عقود منصرمة ليست بالقليلة، فليبارك الله فيك وليُحطك بعنايته وتوفيقه لتكتمل مسيرتك المميزة في تاريخ هذا الوطن المشرق بعون الله تعالى ثم بجهود مضيئة لكثير من الرجال الأوفياء الذين لا يهمهم الظهور بقدر ما يهتمون بالعمل الجبار الذي هم أساس نجاحه والوقوف خلف كثير من الإنجازات العملاقة التي هي مصدر فخر لنا بالدرجة الأولى..
سدد الله قولك وفعلك وجهدك لرضاه.
- مكتب وزير العدل - إدارة الإعلام والنشر