Al Jazirah NewsPaper Friday  10/07/2009 G Issue 13434
الجمعة 17 رجب 1430   العدد  13434
أعجب ما رأت عيني
محمد يحيى الشواطي

 

يعيش الإنسان حياته ومن خلال ما يمارسه من أفكار وسلوك وبذلك تتكون لديه الخبرة الكافية في حياته والتي من خلالها يستطيع مواجهة واقعه وحل مشاكله، ولكن البعض خبراته في الحياة بسيطة هذا يجعله أقل خبرة في مواجهة مشاكل الحياة وبذلك يصبح طوال حياته في حاجة إلى الآخرين حتى في أبسط الأمور ولذلك تجد الكثير منا يغرقون في التفكير في المستقبل لدرجة تنسيهم التمتع بالوقت الحاضر الذي يعيشونه وبذلك نجدهم يعيشون المستقبل بشكل غير متوازن لأنهم فقدوا لذة عيش الحاضر بفقدانهم لذة عيش الماضي.

وتستمر الحياة بمعاناة متواصلة وكأنهم لن يموتوا وإذا ماتوا نسوا وكأنهم لم يعيشوا. ويضيقون ذرعاً بفترة الطفولة فلا يعيشونها كما يجب ويستعجلون الأيام حتى إذا كبروا وأصبحوا شباباً يافعاً تمنوا لو تعود أيام الطفولة التي فقدوها سابقاً وبذلك شبابهم للأسف لحق بطفولتهم مع هذا التفكير السلبي للحياة يخسر الكثير من صحته في جمع المال ثم يصرف في محاولة لاستعادة ما فقد من صحته خلال سنوات جمع ذلك المال وأحياناً الموت دون الاستفادة من الأموال أو من تجاربهم في الحياة ولذلك لو سألت بم تنصحون أبناءكم قبل وفاتهم ليسعدوا في حياتهم سيردوا بصوت واحد: أن يتعلموا أنهم لا يستطيعون إجبار الناس على حبهم ولكن يستطيعون أن يجعلوا من أنفسهم أفراداً محبوبين من خلال تعاملهم مع الآخرين، وأن يتعلموا أن ما معهم ليس هو أثمن ما في حياتهم ولكن من يعيش معهم، وأن يتعلموا أنه ليس من الحكمة أن يقارنوا أنفسهم بالآخرين لاختلاف قدراتهم والفرص التي قد تصادفهم في حياتهم، وليتعلموا أن الغني ليس من يمتلك الأكثر ولكنه من يحتاج إلى الأقل، وليتعلموا أن جرح إحساس شخص عزيز قد يتم في ثوان معدودة ولكن معالجته قد تدوم سنوات، وليتعلموا أن الطريقة المثلى لتعلّم المغفرة هو بممارستها وليس بجعلها شعاراً فقط، وليتعلموا أنه يوجد من يحبهم ولكنه قد لا يمتلك طريقة جيدة للتعبير عن حبه لهم، وليتعلموا أن المال قد يشتري كل شيء إلا السعادة، وليتعلموا أن شخصين قد ينظران إلى نفس الشيء ومع ذلك كل منهما يراه خلاف الآخر تماماً مع العلم أن المكان واحد والفرصة واحدة ولكن اختلاف الرؤية، وليعلموا أنه لا يكفي أن يطلبوا السماح من الآخرين لأنفسهم دائماً ولكن عليهم أن يسامحوا هم أيضاً، وليعلموا أن الله عزَّ وجلَّ دائماً موجود.



abo.yzed@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد