أعجب من حال البعض ممن يقومون بتوجيه اللوم والانتقاد للناس حول سلوكيات سلبية هم أول من يقوم بها!! هؤلاء وحينما تأخذ رأي أحدهم حول بعض الأفكار والسلوكيات الخاطئة تجد أنه يبدي رفضه واستنكاره لها رغم أنه في قرارة نفسه يؤمن بتلك الأفكار، بل ويحرص على تطبيقها في حياته.

في بعض الأوقات يصعب عليك الحصول على فئة تُعتبر مثالاً حياً لمن ينتهجون السلوكيات والأفكار السلبية، فجميع من هم حولك يصبحون - وبقدرة قادر - أناساً مثاليين، فالجميع يرفض ويشجب ويستنكر الأفكار والسلوكيات السلبية الموجودة في المجتمع ليرفع الجميع بذلك راية المثالية.

هؤلاء يذكرونني بحال بعض الطلاب الذين تتعالى أصواتهم منادية بأهمية تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون بعد الأكل حينما يطرح معلمهم موضوع أهمية تنظيف الأسنان بينما في الواقع أن نسبة ليست بالهينة من هؤلاء الطلاب لا يهتمون بتنظيف أسنانهم.. ولا أدل على ذلك من ذلك التسوس الذي نخر أسنان كثير منهم حتى بدت سوداء متهالكة.. وليس بحال ذلك الطبيب الذي ينصح مرضاه عن التدخين في حين أنه يمارس عادة التدخين - وبإدمان كبير - بأفضل حال من أولئك الطلاب.

تلك المثالية التي يتظاهر بها البعض هي أمر في غاية الخطورة من شأنه التعتيم على كثير من القضايا الحساسة.

الباحثون وكل من يحاول استقصاء الحقائق وعمل دراسات حول بعض القضايا يعانون من تلك الشريحة التي تدَّعي المثالية حيث تتسبب هذه الشريحة من الناس في عدم خروج بعض الدراسات بنتائج واقعية تخدم القضايا التي تستهدفها، ولعل هذا هو سبب عدم نجاح بعض الأنظمة التي قامت على تلك الدراسات، حيث لم تستطع تلك الأنظمة حل القضايا فظلت تلك القضايا مستمرة.

المثالية شعار جميل والأجمل منه هو تطبيق تلك المثالية في حياتنا.