Al Jazirah NewsPaper Friday  10/07/2009 G Issue 13434
الجمعة 17 رجب 1430   العدد  13434
بين الاستثمار الرياضي والاستعمار..!!
عوض رقعان

 

ما ظهر من مشكلات في الأيام القليلة الماضية بين شركات الاتصالات وبعض الأندية ورابطة المحترفين ما هي إلا عملية إحماء (تسخين) لما سنواجه من مشاكل أكبر في المستقبل القريب بسبب الاستثمار في الأندية السعودية التي تعاني من الاستعمار الشخصي وبالأخص تلك التي لها جماهيرية وشعبية ومحفوفة بجيش من النقاد والصحفيين وأصحاب رأي الغفلة.

* وأتصور بأن سبب هذه المعضلات الجهل الذي نعاني من قبل أصحاب السعادة مسؤولي الأندية والمستثمرين الجدد الذين فرحنا بهم ولكن يبدو أن الفرحة لم ولن تكتمل ومعهم الكثير من الرفاق.

* فهم للأسف -أي المستثمرين- باتوا على السواء كمسؤولي الأندية السعودية وطاروا في العجة ويبدو أن ما وراء الأكمة ما وراها والله أعلم، وربما أننا نعيش تحت مظلة ما قاله فنان الشعب الأستاذ أحمد عدوية (كله على كله).

* إذ هرول البعض منهم وقال إن المصلحة فوق كل شيء ونسوا ماهية الرياضة في العالم وما هو دورها في المجتمع المدني وإن اقتحمها البزنس إلا أن لها حدودها ومفهومها لدى من جاء بالبزنس لهذه الرياضة.

* ومن لا يعرف فليسأل جوهافيلانج رئيس الاتحاد الدولي السابق الذي منح المستثمرين الدخول إلى عالم الكرة وإن سبقته الأندية الإنجليزية في ذلك إلا أن هافيلانج هذا (اشتغل على ثقيل) وظهرت مئات الملايين في عهده وهي التي تحولت الآن إلى مليارات يخرج بها الرئيس الحالي للفيفا جوزيف بلاتر وشلته. ونحن مشكلتنا وكعادته مثلما ندعي ونقول إن لنا ثقافة مختلفة وفكرا مختلفا وشوارب مختلفة فلهذا نتأخر في عملية النجاح في أي مجال وكالعادة كلام نقوله ولا نفهم معناه، مع العلم أن الإجابة واضحة فنحن نصدق أنفسنا بمثل هذا الكلام ولا نأخذ بما يأخذ به أهل الكرة وناسها من الأوروبيين كاتحاد أو أندية أو شركات بزنس رعاة أو حتى صناع.

* فعدم وجود الهوية الصحيحة للأندية السعودية ما بين قطاع عام وخاص، وسيظل الوضع كما هو عليه لسنوات قادمة، مع العلم أن الحل أمامنا ولكن للأسف الرفاق حائرون مثلما قال عبدالحليم حافظ.

* ولعل بادرة تحويل كرة القدم إلى قطاع خاص ما هي إلا مقولة تختبئ تحت ثقافتنا إذ من الممكن أن الكرة هي من يتحول إلى قطاع خاص أما من حولها من ربعنا فمستحيل وبهذه العقليات.

* والسبب الأول والأخير في أن هذه الأندية يديرها رئيس ناد متطوع ويبيع ويشتري ويوقع عقودا بالملايين (وينقز) من هذه الصحيفة إلى جارتها ويسطع في قناة فضائية ليهبط إلى إذاعة أرضية.

* وفي النهاية يغادر النادي وهو تارك ديونا ليس لها أب أو أم ولا يستطيع أحد أن يقول له: أي أنت يا أبو الشباب رايح؟ ولماذا فعلت كذا؟ وما هي أسباب هذه المديونيات؟

* وبصراحة لا الرئيس المنتخب فالح ولا الرئيس المكلف شاطر وأكملوا الناقص المستثمرون الجدد ويا ريت نأخذ المسألة من قاصرها ونحول النادي إلى بزنس أو نرجع لأيام الهوية والحلاوة الطحينية.

ناقد رياضي



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد