تم التنويه سابقاً إلى أن الأسواق المالية وخصوصاً العملات الأجنبية مقبلة على حركة سعرية حادة بسبب تهميش إستراتيجية الملاذ الآمن, وأن الأسواق بحاجة لمحفزات تفوق التوقعات، وجاءت التوقعات وكانت الشرارة من الفيدرالي الأمريكي عندما أعلن عن توقعه بشأن انكماش الناتج المحلي الإجمالي لهذا العام الذي يصل إلى 1 - 1.5% وأن النمو في عام 2010م سيتراوح ما بين 2 - 3% ونمو يصل إلى 3.8 - 4.6% لعام 2011م، وأضاف إلى أن قاع معدلات البطالة ستكون 9.8%، حتى معدلات إنفاق الأفراد سترتفع إلى 1.6% لهذا العام, جاء ذلك مدعماً بنتائج إيجابية للشركات مما عزز شهية المخاطرة معلنة بدأ موسم الانتعاش والخاسر الأكبر الأصول ذات العائد المنخفض.
الدولار الأمريكي
فنياً يوشك الدولار على السقوط أمام سلة عملاته من مستوى 80 والسبب هو ضعف عزوم الشراء عند هذا المستوى وتنامي قوى البيع ولا يزال مستوى 78 مستهدف الأيام المقبلة، أما من حيث الأساسيات فقد أعلنت شركة (ألكوا) عن خسائر أقل من توقعات المحللين كما أعلن بنك (جولدمان ساكس) عن أرقامه للربع الثاني حيث بلغت ربحية السهم 4.9 دولار للسهم مقارنة بربحية العام الماضي 4.5 دولار للسهم الواحد، مما فتح شهية المستثمرين للمخاطرة من جديد في أسواق الأسهم، أما بخصوص البيانات الجديدة فيعتبر هذا الأسبوع من أنشط الأسابيع على مستوى الأرقام، حيث بدأت بأسعار المنتجين لشهر يونيو والتي تراجعت 4.6% في حين كانت متراجعة 5% وفقاً للقراءة السابقة، أما مبيعات التجزئة لنفس الشهر فشهدت نمواً 0.6% مقارنة بالنسبة السابقة عند 0.5%، وارتفعت أسعار المستهلكين لشهر يونيو مقارنة بالعام السابق 1.7% وهذا كفيل بعودة الانتعاش مجدداً.
على صعيد سوق العمل تراجعت طلبات الإعانة لأول أسبوع من شهر يوليو حيث بلغت 565 ألف طلب مقارنة بالرقم السابق عند 614 ألف طلب وهذا مؤشر على تحسن سوق العمل وفرص التوظيف، أما الجانب الأهم من هذه البيانات كان يتعلق بالميزان التجاري لشهر مايو الذي سجل عجزاً بقيمة 26 مليار مقارنة بالقراءة السابقة والتي كانت قيمة العجز فيه 29.2 مليار مما يدل على تمكن الحكومة من تقليص العجز ودفع عجلة التجارة الأمريكية بعد أن أصيبت الصادرات والواردات بشلل اقتصادي.
اليورو مقابل الدولار الأمريكي
يوشك الزوج أن يخرج من فترة حضانة النمط الفني ومتوقع اختراقه لمستوى 1.44 على الأقل لزيارة واحدة مطلع الأسبوع القادم، ويظل الزوج مدعوماً بخط الاتجاه الصاعد عند 1.37.
الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي
يشير نمط تداولات الزوج لآخر شهرين إلى منطقة حائرة قد تنجلي بتجاوز مستوى 1.68 الأسبوع القادم وما يبعث الطمأنينة لدى تجار الزوج هو تمسكه حتى الآن بالاتجاه الصاعد.
الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني
عاد الزوج ليختبر منطقة الكسر عند 94 ومتوقع عودته إلى مستويات قريبة من 90 خلال أيام قليلة ويستفيد الين حالياً من ضعف الدولار أمام العديد من العملات لكن لا تؤهله لبناء اتجاه صاعد قوي على المدى القريب.
اليورو
سطع نجم الاقتصاد الألماني من جديد بعد نكسة الأسابيع الماضية حيث ارتفعت أسعار مبيعات الجملة خلال شهر يونيو بمقدار 0.9% بينما حققت الواردات الألمانية انخفاضاً 2.1% أما الصادرات فقد ارتفعت بنسبة ضئيلة 0.3% وهذه بداية جيدة لانتعاش التجارة الخارجية في ألمانيا, وبعد سبات عميق للاقتصاد الفرنسي أفصحت أرقام الإنتاج الصناعي عن نموها حيث سجل شهر يونيو نمواً 2.6% معززاً نمو شهر مايو الذي سجل بنسبة 2.4% وننتظر بيانات المستهلك التي من المتوقع أن تعزز روح التفاؤل في فرنسا. وأما بشأن العملة الأوروبية فهي على موعد مع الأرقام الخضراء المدعمة بالأساسيات الجيدة لهذا الأسبوع.
الجنيه الإسترليني
ثبت المركزي البريطاني أسعار الفائدة عند نصف نقطة مؤوية وأعطى رسالة للمستثمرين بضخ سيولتهم في الأسواق المالية والإنتاجية وأن هذا السعر من المرجح أن يكون قاعاً سعرياً للمدى المتوسط، ثم فوجئ المستثمرون بارتفاع معدل البطالة وفقاً لقراءة شهر مايو 7.6% مقارنة بالقراءة السابقة عند 7.2% أثرت سلباً على حركة الجنيه مطلع الأسبوع الماضي، أما بخصوص الأرقام التي حزن لها المستثمرون فنبدأ بمؤشر أسعار المستهلكين لشهر يوليو الذي حقق نمواً 1.8% مقارنة بنمو 2.2% للشهر الذي يسبقه، وجاءت أسعار مبيعات التجزئة لشهر يوليو متراجعة 1.6% أيضاً. والمنتجون لم تكن أسعار مدخلاتهم جيدة لشهر يونيو حيث تراجعت 11% مقارنة بالتراجع السابق 9.4% حتى فيما يتعلق بأسعار المخرجات كانت منخفضة بنسبة 1.2%، والبيانات بالمجمل كانت سيئة إلا أن الميزان التجاري خفف الكثير من الآلام حيث سجل عجزاً لشهر مايو 2.168 مليار جنيه مقارنة بالعجز السابق 3.014 مليار جنيه مما يدل على قدرة الحكومة على تقليص العجز بشكل كبير وإعادة الحياة إلى تجارتها الدولية.
وليد العبدالهادي
waleed.alabdulhadi@gmail.com