تستهويني الرسوم (الكاريكاتورية) وأزعم أن البعض منها يغني عن عشرات المقالات، فهي تختصر الكثير من الأفكار في كلمة واحدة أو عبارة موجزة وقد أعجبني تعليق طريف بجانب رسم (كاريكاتوري) يصور سائحاً خليجياً في إحدى الدول العربية وهو مكبل بالأصفاد ومحاصر بالأيدي تحت عنوان (صادووووووه).
أما من (صاده) خاصة وأن الصيادين كثر.. فإجابته في بطن الشاعر!
المهم أن (الرسام) قد أشار إلى ظاهرة تتجدد كل عام وهي ظاهرة الابتزاز والنصب على السائح الخليجي في كل الأقطار العربية التي يتواجد فيها.. وتشكلت أثر ذلك (عصابات) تحت مسميات شتى تزعم أنها تقدم خدماتها للسائح الخليجي من سماسرة العقارات إلى سائقي التاكسي إلى الفنادق والمطاعم والمتنزهات.. بينما تهدف إلى (تجفيف) جيوب الخليجيين (وتشليحهم) باعتبارهم جماعة من المغفلين (المدججين) بالمال والشهوات الطفولية!
وقد ذكر الأستاذ (أحمد عياش) في جريدة (النهار) البيروتية مجموعة من القصص التي يصعب تصديقها والتي كان ضحيتها سياح يقضون إجازتهم الصيفية في (لبنان)، مما حدا بالكاتب المميز (سمير عطاالله) في جريدة (الشرق الأوسط) إلى أن يطالب بمحاكمة المسؤولين عن ابتزاز السياح (إنها فضائح يجب ألا تمر دون حساب، وجرائم يجب ألا تمر دون عقوبة) ناعتاً الصيف في لبنان بأنه (صيف الحرامية)!
وللإنصاف فإن (لبنان) ليست وحدها من يمارس عمليات النصب والضحك على السائح بل إن جميع الدول العربية (سورية، مصر، المغرب، تونس) تمارس نفس الدور، ونفس الأساليب.. ولا أظن أن المسؤولين في تلك البلدان الشقيقة لا يعرفون ذلك.
نحن لا نطالب بأن يعامل السياح الخليجيون والسعوديون تحديداً معاملة خاصة.. ولكننا نطالب بأن يعاملوا كما يعامل السائح الأجنبي الذي يدفع (70) دولاراً في غرفة (فايف ستار) في فندق بينما يدفع السائح السعودي مثلاً (240) دولاراً نريد أن يعامل السائح الخليجي كما يعامل السائح (الأمريكي) أو البريطاني دون زيادة أو نقصان.
وكسائح قديم أصبح يملك من الخبرة والدراية ما يجعله مؤهلاً لتقديم النصح وإسداء المشورة لمن لا زال في بداية الطريق.. لا ذكاء مني ولكن نتيجة لما تعرضت له من (مناكح) و (استهبال) و (استغفال) خلال (مسيرتي السياحية المظفرة) في بلاد (العرب أوطاني).. لذا أقول وبالله التوفيق:
- لكي تكون محترماً فينبغي أن تحترم نفسك أولاً، وتطرد من مخيلتك كل (وساوس الشيطان) ونزغاته.
- كن حذراً في تعاملك مع الآخرين فالسمسار وسائق التاكسي ومقدمو الخدمات الأخرى ليسو أخوانك من (الرضاع) حتى تطمئن إليهم، ولا يغرنك اتساع أشداقهم بالضحك فالهدف في النهاية هي ريالاتك التي جمعتها (بالسلف) من الأصدقاء والأقارب.
- لا تكن ثرثاراً في الحديث مع من تقابله من تلك (الفئات) بل كن (ثقيلاً) ومبرطماً لكي لا يطمع بك من في قلبه مرض.
- اضغط على نفسك وشيطانك وابتعد عن مواطن الشبه، والأماكن التي لا تود أن يراك فيها والدك أو زوجتك.. أو حتى أولادك.
- لا تتساهل مع أي تصرف ينتقص من كرامتك أو أي عملية نصب تتعرض لها بل طالب بحقك، واذهب إلى سفارة بلدك، وسجل دعوى ضد هذا الشخص أو تلك المؤسسة.
- وأخيراً أنصحك بأن تلزم وطنك.. فقد شرقّتُ وغرّبتُ ولم أجد بلداً واحداً اشعر فيه بالأمن والراحة والأطمئنان كبلدي.
هذه نصائحي لمن كان له قلب.. أو ألقى السمع وهو شهيد!!
alassery@hotmail.com