من آخر ما رصدته عدسة صحيفة الجزيرة ونشر يوم 14 رجب، هو تلبس عمالة آسيوية بجرم سرقة مكونات رصيف تحت الإنشاء بعد سرقة أغطية فتحات تفتيش مجاري المياه والصرف الصحي في ذات الشارع، هذا مثال لحالة متدنية. والحالة الأخرى نشرتها صحيفة عكاظ يوم الاثنين 13 رجب عن ضبط شبكة آسيوية مكونة من ثلاثة أشقاء تزّور وتتاجر بالتأشيرات ووثائق السفر وغيرها من المستندات الرسمية، وضبط بموقع التزوير أكثر من مليون ريال هي حصيلة ثلاثة أيام من العمل المحرّم. وما بين القصة الأولى والثانية قصص كثيرة تتصاعد بشاعتها ومخالفتها النظامية القانونية تدرجاً حتى أن جرائم هذه العمالة تفاقمت وتخطت حدود وحجم ما كان معروفاً من المقاييس. زد على ذلك أن هؤلاء سواء أفارقة وآسيويين يفترض أنهم قدموا للعمل وطلب الرزق الكريم بعقود نظامية في بلد استقبلهم واحتضنهم وقدم لهم الفرص، فكان حرياً بهم أن يحترموا أنفسهم وأنظمة البلد الذي احتواهم وأهله، فما يفعلونه يعد خرقاً لكل الأعراف والنواميس. وحينما تنشر الصحف آراءً حول هذه السلوكيات أجد من ينبري من بعض فئات الوافدين ويعلق على هذه الأطروحات الواقعية المعتدلة الداعية لحفظ أمن البلد وأهله (والمقيمين في ضيافته) من بذاءات تلك العمالة السيئة.. بالسخط على الكاتبين واتهامهم بالحقد والتفرقة وغفلتهم عن حقوق الإنسان وأن الرأفة يجب أن تمنح للعمال (المخالفين العابثين) كونهم مساكين يبحثون عن الرزق. وكان الأمل من هؤلاء الممتعضين أن يجتهدوا لبث الوعي بين فئات العمالة وتنويرهم وتوجيههم لسبل الرشاد ومصادر الرزق الحلال دون إيذاء أو نكران لجميل البلد وأهله.