Al Jazirah NewsPaper Thursday  23/07/2009 G Issue 13447
الخميس 01 شعبان 1430   العدد  13447
المنشود
تغيير التركيبة الدماغية! كيف؟
رقية سليمان الهويريني

 

جاء الإسلام ليحقق العدالة بين البرية لم تحققها قوانين الدنيا ولا أنظمة البشر، فساوى بين العرب وغيرهم، وبين البيض والسود، إلا أن البشر لم تعجبهم تلك العدالة فظلموا أنفسهم. فصعد من ارتقى بنفسه نحو المجد وحقق ما يصبو إليه، والبعض بالغ في الارتقاء حتى وصل للكبرياء والغرور! وبالمقابل راوح البعض في أماكنهم وارتضوا لأنفسهم الأماكن الدنيا والبقاء مع الخوالف بدلا من المنافسة على السؤدد والشرف.

أقول ذلك بعد استماعي للخطبة التي ألقاها الرئيس الأمريكي باراك أوباما أثناء الاحتفال في الذكرى المئوية لأقدم جماعة مدافعة عن الحقوق المدنية، وأسماها (رسالة حب للأمريكيين السود) وبرغم صدقها وحرارتها إلا أنها كانت تتسم بحدة لهجتها، إذا علمنا دعم الأمريكيين السود له في انتخابه كأول رئيس أمريكي أسود، حيث حض الآباء الأمريكيين من أصل إفريقي على دفع أولادهم إلى التفكير أبعد من حلم تحقيق النجومية في الرياضة أو موسيقى الراب! كما حث أوباما الأمريكيين السود على تحمل المسؤولية عن أنفسهم بشكل متزايد، والابتعاد عن الاعتماد على البرامج الحكومية. وقال: (نحن بحاجة إلى تركيبة دماغية جديدة ومجموعة من السلوكيات لأن الموروثات المستمرة والمدمرة للتمييز العنصري هي الطريقة التي فرضنا بها على أنفسنا من الداخل شعورا بمحدودية قدراتنا، فعدد كبير من أفراد مجتمعنا اعتاد ألا يتوقع الكثير من نفسه).

وبرغم الازدحام الشديد الذي شهدته قاعة فندق بمانهاتن إلا أن أوباما قال أمام الحضور: (إن السود بحاجة إلى استعادة روح حركة الحقوق المدنية قبل نصف قرن مضى للتعامل مع المشاكل التي أصابت الأمريكيين السود بنسب كبيرة وهي البطالة وتكاليف الرعاية الصحية الآخذة في الارتفاع وفيروس (اتش.آي.في) المسبب للايدز. وما نحتاجه لتخطي عوائق يومنا هذا هو نفس ما احتجناه حينها، نفس الالتزام، نفس الشعور بالحاجة الملحة، نفس الشعور بالتضحية).

وحمَّل الرئيس الأمريكي الآباء مسؤولية دفع أبنائهم إلى اتخاذ قدوة حسنة للتمثل بها فقال: (إن على الآباء أن يجبروا أطفالهم على ترك ألعاب الفيديو والنوم مبكرا بدرجة معقولة وأن يحثوهم على أن يضعوا صوب أعينهم نماذج يحتذون بها لا تقف عند نجم كرة السلة ليبرون جيمز ومغني الراب ليل وين).

ترى هل سيحذو زعماء العالم حذو الرئيس الأمريكي المشفق على فئة من شعبه ممن يشاركونه في اللون ويقصرون عنه بالطموحات؟!

وهل ستتغير اللهجة التي سيخاطب بها رؤساء الدول شعوبهم ليقولوا لهم: هبوا من سباتكم! استيقظوا من غفلتكم! قوموا إلى مصانعكم وحقولكم فقد مللنا الكسل والخمول! اغسلوا وجوهكم المغبرة بالشكوى والتذمر واجلوها بماء العمل، واكسوها بابتسامة عذبة من العطاء!

ألسنا جميعا بحاجة إلى إعادة التركيبة الدماغية والسلوكيات الخاطئة باستمرار قناعتنا بمحدودية قدراتنا والاعتماد على دعم الوالدين في الصغر، والاتكاء على الحكومة في الكبر؟ وإن استمرت لدينا تلك القناعات فستزيد البطالة وينتشر الفقر!

لذا - أيها الآباء العرب - ألزموا أولادكم بالنوم باكرا وعدم اللعب بالبلاي ستيشن!

ص. ب260564 الرياض11342




rogaia143@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد