«الجزيرة» - الرياض:
أكد الدكتور خالد القاسم المشرف على كرسي الأمير سلطان للدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود أن كرسي الأمير سلطان للدراسات الإسلامية يولي أهمية كبرى لتعزيز مفاهيم الوسطية الإسلامية في المجتمع ومعالجة الأفكار المنحرفة والتيارات الهدامة بأسلوب منهجي وموضوعي وتنمية جوانب الشمول والاعتدال في أوساط الشباب.
وقال الدكتور القاسم في حوار مع (الجزيرة) إن رسالة الكرسي ستكون عالمية لخدمة الإسلام فسيتم استقطاب العلماء والباحثين والأكاديميين من الخارج للاستكتاب وإقامة الندوات التي ينظمها الكرسي للإفادة من آرائهم بالإضافة إلى اهتمام الكرسي بالقضايا المعاصرة ومعالجتها في الأطر الإسلامية ومنها قضايا حقوق الإنسان والبيئة والتقنية والنوازل المتعلقة بالأسرة وقضايا المرأة، فإلى مضامين الحوار:
* ما الذي تهدفون إليه من إنشاء هذا الكرسي وما أهم أهدافه؟
- رسالة الكرسي تتمثل في التأكيد على وسطية الإسلام وسماحته، أما أهم الأهداف فهي: دعم الدراسات والأبحاث المؤكدة على وسطية الإسلام وسماحته، ومعالجة الأفكار المنحرفة والتيارات الهدامة بأسلوب منهجي وموضوعي، وتنمية جوانب التوازن والشمول والاعتدال في أوساط الشباب، ومواجهة ظواهر الغلو والانحلال في واقع المسلمين، والمساهمة في معالجة القضايا المعاصرة والمستجدة في ضوء الإسلام، والاستثمار الأمثل للكفاءات المتميزة في الجامعة في هذا الميدان، بالإضافة إلى دعم وتشجيع الإبداع والتجديد والابتكار في مجالات الدراسات الإسلامية، وتعزيز الدراسات الإسلامية التطبيقية، واستثمار التقنية الحديثة في مجال الدراسات الإسلامية والتعاون مع الجمعيات العلمية السعودية في المملكة في ميدان البحث العلمي، والتواصل والتنسيق مع المؤسسات العلمية والشرعية والرسمية ومع العلماء داخل المملكة وخارجها في ميدان البحوث والدراسات، ويتناول الكرسي الدراسات الإسلامية المعاصرة، والأبحاث المؤكدة علي وسطية الإسلام وسماحته، كما ستعقد الندوات والمؤتمرات في هذا المجال.
* هل سيستفيد الكرسي من خبرات العلماء من خارج المملكة أم ستقتصر المشاركة على علماء الداخل؟
- بلا شك سيستفاد من العلماء من خارج المملكة وداخلها، فرسالة الكرسي عالمية، وهي لخدمة الإسلام أين ما كان، فسيستكتب الباحثون والعلماء من الخارج، ويستقطبون في ندوات علمية يدعى إليها كبار الأكاديميين للإفادة من علمهم وآرائهم.
* ما أهم وسائلكم لتحقيق هذه الأهداف؟
- تتجسد أهم الوسائل في: إنشاء موسوعة عن الوسطية، ورقية، وإلكترونية، واستقطاب أساتذة زائرين من المشهود لهم بالتميز والعمق البحثي، وعقد الورش والندوات والمؤتمرات المتخصصة في الميدان البحثي للكرسي، وطباعة ونشر البحوث والرسائل الجامعية المناسبة لتخصص الكرسي، وتقديم الحوافز المناسبة لطلبة الدراسات العليا لإعداد أطروحات في هذا الميدان، واستكتاب بعض العلماء والمفكرين والباحثين المتخصصين، يضاف إلى ذلك من آليات تنفيذ الأهداف الموضوعة دعم المشروعات البحثية المتميزة، واستقطاب بعض طلبة المنح المتميزين والموهوبين في مجال الدراسات العليا، والتعاون مع المراكز البحثية المتخصصة في داخل الجامعات وخارجها، وإعداد موقع إلكتروني متخصص في مجال الكرسي.
* برأيكم ما هي أهم الأبحاث الشرعية المتعلقة بالقضايا المعاصرة؟
- تتعدد القضايا وتختلف في هذا الشأن ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: قضايا حقوق الإنسان في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي، وقضايا البيئة والأحكام المتعلقة بها، والنوازل المتعلقة بالأسرة والمرأة، والمسائل المتعلقة بالتقنية وصلتها بالعلوم الشرعية، والمستجدات الطبية من منظور إسلامي، بالإضافة إلى فقه الأقليات المسلمة، والتطبيقات المعاصرة لأحكام أهل الذمة والمستأمنين في الفقه الإسلامي، وقضايا الحوار والاختلاف.
* ما هي الموضوعات والأبحاث التي يدعمها ويمولها الكرسي؟
- حدد الكرسي مجموعة من المحاور التي يجب توافرها في الابحاث العلمية المدعومة وهذه المحاور تشمل الدراسات المتعلقة بوسطية الإسلام وقضايا حقوق الإنسان في الإسلام مقارنة بالقانون الدولي والاحكام المتعلقة بالبيئة والنوازال المتعلقة بالأسرة والمرأة ومسائل التقنية الحديثة وصلتها بالعلوم الشرعية والمستجدات الطبية من منظور إسلامي وقضايا الحوار والاختلاف وتطوير مناهج العلوم الشرعية والاحكام المتعلقة بالعلاقات الدولية المعاصرة.
* وما هي منجزات الكرسي حتي الآن؟
- عقدنا عدداً من اللقاءات العلمية مع معالي الشيخ صالح الحصين الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وتحدث في لقاء مفتوح عن كتابه (التسامح والعدوانية بين الإسلام والغرب) كما استضاف الكرسي الشيخ عبدالله بن منيع في لقاء علمي مفتوح حول (أسس الاقتصاد الإسلامي ومنهجه في حل الازمات المالية المعاصرة) وحضر اللقاء عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس وطلبة الدراسات العليا والباحثين المهتمين بالاقتصاد الإسلامي، كما قدم الكرسي برنامجاً وخطة متكاملة لاستضافة الإعلام والمبدعين في العالم الإسلامي لمناقشة أوجه التعاون البحثي المشترك، فيما أقمنا عدداً من الورش وحلقات النقاش حول الوسطية كما دشن الكرسي مؤخراً موسوعة المصطلحات الشرعية المتصلة بالوسطية وضبط دلالاتها وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الوسطية في الإسلام، والتأكيد على سماحة الإسلام ويسره، وإبراز أهم القضايا الدالة على ذلك.
وهذا المشروع (موسوعة أبحاث الوسطية) يتكلف12 مليون ريال، وستوزع مجانا ويشارك في إعدادها 32 عالما وأكاديميا وسيتم إنجازها خلال عام من الآن وسيكتمل جمع الأبحاث خلال الستة الأشهر المقبلة وستضم 900 مسألة معاصرة في جميع الأحكام حيث تم تقسيم الأبحاث إلى سبعة محاور يندرج تحتها عدد من الموضوعات تتمحور حول الوسطية في التفكير والتصور والفهم، الدعوة والمعاملة، ومن انجازات الكرسي أيضا إصدار ثلاثة كتب آخرها (عمدة الأحكام)، كما أقام بعض المناشط الدعوية في الهند والصين ومصر، وقريبا في الجزائر.
* هل من كلمة أخيرة؟
- نشكر الله سبحانه وتعالى أولاً على نعمة الإسلام، وعلى تيسيره هذا الكرسي، الذي نرجو من الله أن ينفع به الإسلام والمسلمين، ثم نشكر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - حفظه الله- على تبنيه ودعمه هذا الكرسي، وليس بغريب عليه فهو سباق إلى ميادين الخير كما عرف عنه، كما أشكر سماحة مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ - حفظه الله- على جهوده في هذا الكرسي، وقبوله الإشراف عليه وتشجيعه للعاملين فيه.
كما نشكر معالي مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان على حرصه الدائم على تطوير الجامعة والرقي بها إلى ميادين العلم والمعرفة.