الأمل كالشاطئ الجميل ترسو عليه خيالاتنا حين نبحر في خضم الألم، أو حين نسافر في عالم الأحلام الممتع لنحدث نوعاً من التوافق بين طموحاتنا وواقعنا، وإذا كان الأمل يمر أو يلوح عابراً كالطيف، فإن الألم يمر ثقيلاً وموجعاً ك(الهيف)، والهيف اسم يطلق على الريح الحارة التي تيبس النبات وتعطش الحيوان وتنشف المياه، ولذا فهي تمحق العشب متى ما هبت، ولأن الشعر لا يخلو من شاهدٍ على ما يجري في بيئة الشاعر فقد نسبت أبيات قلائل لشاعرة شعبية تاقت لحبيبها الذي يسكن الحضر، بينما تظل تمارس النزوح مع أهلها من مكان إلى آخر طلباً للكلا، هذه الشاعرة كان حلمها أو أملها أن تهب ريح الهيف لتلوي بأعناق الشعب فتمحقه، ويجف الماء، فيضطر أهلها للعودة إلى البيوت في الحضر، حيث يقطن الحبيب ومن قولها: