Al Jazirah NewsPaper Thursday  03/09/2009 G Issue 13489
الخميس 13 رمضان 1430   العدد  13489
المنشود
لكي لا نفقد الثقة يا سمو الأمير!
رقية سليمان الهويريني

 

الحادث المشحون بظلام العقل وعمى القلب الذي تعرض له سمو الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية برغم كونه صدمة إلا أنه كان متوقعاً لحساسية موقعه ومنصبه القيادي، وإن كان الجميع يشجبه ويستنكره.

وهذا الحادث لم يكن عابراً.. بل كان نتيجة دراسة وتخطيط وتنفيذ! ولا شك أن ذوي المراكز القيادية والرموز من قادة هذه البلاد وعلمائها مستهدفون، بل ومعرضون لهذه الحوادث حتى في ظل التشديدات الأمنية.. فمن يرغب مقابلتهم سيجعل في حسبانه جميع الإجراءات ويتخذ الاحتياطات ويلجأ لطرقه الخبيثة، لا سيما أن شخصية الأمير المعروفة بين الناس تنبئ عن إنسان متواضع حنون يلجأ له ذوو المسجونين للسماح لهم بلقاء أبنائهم أصحاب الجنايات الكبرى، ولا يكاد يعود أحد خائباً.. فضلاً عن أن سمو الأمير صاحب مبادرة برنامج المناصحة، وهو من كان يسعى لاستقطاب المنتسبين لحركات التطرف والتكفير والعنف في المملكة، ويدعو لاحتواء العقول المغرر بها في بؤرة الإرهاب.

وما حدث لسمو مساعد وزير الداخلية هو في الواقع سلسلة تاريخية ضاربة في الحقد بدأت منذ الخليفة عمر بن الخطاب ولم تنته عند عثمان، بل وصلت إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ومن تبعهم من بعض الخلفاء والزعماء في التاريخ الإسلامي والعالمي.

ولقد سعدت بتصريح سمو النائب الثاني وزير الداخلية بعدم التوقف عن استقبال التائبين العائدين لرشدهم المتخلين عن أفكارهم الضالة.

والتصريح يبيّن بجلاء إدراك القيادة بأن هذا التصرف الأحمق من أحد الضالين عن طريق الحق لن يشكك بالباقين المتعطشين للتوبة والإقلاع عن سلوك هذا المنحدر الخطير، وإنما لا بد أن يصاحبه الحرص والتوقي ليس على مستوى القيادات فحسب، بل حتى على المستويات الوسطى والدنيا من رجال الأمن، فكل نفس غالية على الوطن وعلى أسرتها.. وهي دعوة لوزارة الداخلية بالحرص الشديد حين التعاطي مع المجرمين أو المنحرفين بضرورة تشديد الإجراءات الأمنية تحسباً لأي تصرف أو تصفيات.

ما أود أن أؤكد عليه أن لا يكون هذا الحادث الأليم - برغم شدة وقعه - دافعاً للمتربصين في التشكيك بأبناء الوطن نحو قياداتهم الحكيمة الذين يسعون لاستقراره.. بل نريد أن تكون هذه الحادثة وما سبقها من حوادث إجرامية كانت تسدد سهامها نحو الوطن هي ما يزيد اللحمة، ويوطد العلاقة بين الراعي والرعية من خلال رفض هذه الأعمال الإجرامية وتهميش أصحابها وإشعارهم بفشل خططهم، والاتفاق على أن الأمن مسؤولية الجميع، وأن الوطن أكبر من تخطيط هزيل من عقول صدئة.

وما ساءني فعلاً هو استهداف سمو الأمير في منزله وهو ما يعارض أبسط معاني الشهامة والمروءة، ويعزز مؤشرات الغدر والخيانة البعيدة عن منهج ديننا وعاداتنا العربية الأصيلة.. بَيْد أن الأمير المعجون بتراب هذا البلد الطاهر يدرك أن هذا الفعل شاذ ومرفوض، ولا يدل إطلاقاً على معدن أبناء وطننا ممن تنطوي أنفسهم على انتماء للأرض وولاء للقيادة الحكيمة!

rogaia143 @hotmail.Com
ص. ب260564 الرياض11342





 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد