إذا كنت تحمل الجنسية السعودية وقدمت إلى (بعض) بلاد شرق آسيا، فكن على استعداد منذ أن تطأ رجلك أرض المطار لعروض متتالية تحيط بك من كل جانب، وهذه المرة لا تتوقّع أن العروض مثل التي كانت تعرض عليك في زياراتك الأولى لهذه البلاد التي كانت تبدأ بعروض الشقق والمواصلات مروراً بالمخدرات وصولاً لأوكار الدعارة، فالعروض الجديدة تنحصر في اختراعات مبتكرة للزواج المواكب لعصر الفضاء والتكنولوجيا، عصر السرعة الخاطفة.. لماذا لا تقدّم هذه العروض لغير السعوديين؟! لا أجد جواباً حاضراً سوى أن فئة وشرائح سعودية (منهم عزّاب ومتزوجون) يواجهون عقبات ومشكلات تحول بينهم وبين رغباتهم بالزواج تدفعهم لسلوك مسارات خاطئة عبر منافذ الشبهات الشرعية، وهؤلاء بينهم من تتجاذبهم صراعات نفسية أبرزها حرصهم على التمسك بتعاليم الشريعة الإسلامية التي تقيّد اندفاعهم للتمتع الدنيوي فيخترقون حدود الشرع بتبرير وسائل الوصول للملذات بالشبهات وامتطاء خلاف العلماء وفقهاء المذاهب، ومن هؤلاء متزوجون وجلون من الزوجة الأولى إن هموا أقدموا على الثانية، يوازيه قلق وتحسُّب لتبعات الزواج المادية والاجتماعية، وعزّاب قصرت قدراتهم عن تجاوز حواجز المبالغة بالمهور وطلبات مظهرية قشرية سطحية ساذجة تواجههم بها بعض الأسر, والنتيجة تزايد أعداد العوانس من بنات الوطن عاماً بعد آخر وما يصاحبه من مشكلات تراكمية على الفتاة والأسرة والمجتمع، يُضاف إليها استجلاب أمراض وبائية وتناسلية بسبب علاقات محرَّمة أو زيجات مبتكرة هناك يتم إقناع الشرائح سالفة الذكر بصحتها ويكون ضحيتها أبناء وبنات لمواطنين سعوديين استمتعوا بذاك الزواج قليلاً وتركوا هموماً كثيرة ثقيلة على أولئك الأبناء التائهين.