مشيت خطوات وتوقفت...
فللت شريط الذكرى...
ذرفت الدموع....
تنفست الصعداء
شممت أريج الأصالة في كل عين أراها...
عبر ومضات منقوشة...
تذكرت أبي (رحمه الله)
تذكرت خالتي (أم خليل) وبساطة العيش والحجاب
تذكرت تكاتف الناس جميعاً في الأفراح والأتراح
تذكرت الضحكة والطيبة والتسامح والإخاء
تذكرت طبق الهريسة واللقيمات من بيت الجيران
تذكرت العيدية
تذكرت مسيد (مسجد) القراريش في الفريج
تذكرت البستان في النعاثل الغربي والشرقي
تذكرت الطبخ في الأعراس وغسيل الصحون
تذكرت وتأملت للحاضر الذي يتعلم من الماضي والحاضر الذي يهمس للمستقبل
ليقول له: أنت الطفل والشاب والرجل والأمل
تذكرت الدراجة الهوائية (السيكل 18) الهندي الصنع
تذكرت الريال المعدني
تذكرت قبلة جدي حين ألقاه
تذكرت دعاء الخير لأم عبدالهادي كل صباح
تذكرت (الودمة الأحسائية في سطح مدرسة الجارود الابتدائية)
تذكرت تكسير (السعف والجذوع والكرب) للأعراس
تذكرت (الخر وبراحة زكي وساباط القريني)
تذكرت مخبز الرشيد في الفريج الشمالي
تذكرت عيون الأحساء و(الثبارة)
تذكرت بياع الغاز وهو يجول في الأزقة والطرقات قائلاً: (غاز.... غاز)
تذكرت محلات الحلاقة والحجامة و(الحواويج) بالقيصرية
تذكرت (الخناق والهواش) على التغذية المدرسية
تذكرت ثياب بو غزال وبو غزالين
تذكرت وفاء أصحاب الوالد (رحمه الله) جميعاً
تذكرت جبل المدفع (الطوب) في دروازة الخباز
تذكرت (التبديلة الرياضية) في ثالث ورابع الابتدائي
تذكرت (العماريات) في سوق الخميس في دروازة الخباز
تذكرت ابتسامة كل إنسان من الصباح إلى المساء
تذكرتكم جميعاً دون استثاء
آآآآه،،،، الذكريات تحترق بداخلي
ولكن هي مراحل جميلة بكل ما فيها من تعب ومشقة وعتاب
وتبقى،،،، ابتسامة الرضى بكل شيء
فالحياة تجارب ودروس
وفي نهاية هذه الحروف يكفيني منكم يا أعزائي
دعوة صادقة تعانق غيوم السماء وحدائق الأرض
وما زلت أتذكر كلام أبي - رحمه الله - حيث يقول:
(بُني عادل، ابني لك في كل مكان مسجداً)
فسألته عن هذا المسجد؟!
قال: (الذكر الطيب والدعاء).
وكل عام والجميع بألف خير