Al Jazirah NewsPaper Thursday  03/09/2009 G Issue 13489
الخميس 13 رمضان 1430   العدد  13489
(وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ)

 

سمعنا جميعاً الحدث الإرهابي والذي حاول فيه إرهابي إيذاء واغتيال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية وهناك عدد من الدلالات على هذا الحدث لعل أهمها أن هذا الفكر موجود وللأسف له أهله ومريدوه ويجب أن لا نضحك على أنفسنا ونقنعها أن الإرهاب ذهب مع الريح وأنه انتهى واضمحل.

الإرهاب للأسف فكر والفكر ينغرس بقوة وقناعات إجرامية عميقة مبنية على التكفير والحقد والكراهية ومحاولة تدمير الآخر ولقد شاهدنا في عدة حالات عودة أرباب الإرهاب لسابق عهدهم عند أي فرصة مواتية لهم.

هذا الفكر الإرهابي العميق يجب على العلماء المتخصصين دراسته دراسة متأنية وفهم هذه المنظومة الوسخة والخبيثة المكونة للإرهاب.. ماذا يدعو شخص بدأت تشرق له الشمس وتتفتح له الحياة أن يقتل نفسه نحراً بهذه الطريقة المتوحشة إلا أنها تسار بواسطة فكر ضال عميق ومتجذر.

إن محاولة اغتيال شخصية أمنية قيادية بقامة محمد بن نايف هي محاولة يائسة لهذا الفكر وأهله ومحاولة لإثبات الوجود ومحاولة إيجاد من يقرع الجرس في الإخلال بأمن هذا الوطن الحبيب.

ولا بد من معرفة أن قوة وروعة الأمير محمد بن نايف تتجلى فعليا في بساطته وقربه من الناس وما له من جهود كبيرة فعلا في تحويل عدد من أهل الفكر الضال لمواطنين صالحين ولذلك فهو عامل خطر على الإرهاب.. وأيضا يعلمنا هذا الحادث أن الإرهاب يجب أن لا يوثق به فالإرهابي كالحية يبدو ملمسها ناعما وفيها السم الزعاف.

وهذه الحادثة تبين للجميع مدى الجبن والغدر والخيانة التي يتصف بها أرباب الإرهاب والفكر الضال في أن تؤذي من استضافك وفتح لك باب منزله ورحب بك ولكن هذا ليس بمستغرب على الإرهاب فأرباب الإرهاب هم أكثر الناس دناءة وغدرا وخيانة وفسادا.

هذه الحادثة يجب أن نعرف أن الأمير محمد بن نايف ليس المستهدف وحده بها إنما المستهدف أمن الوطن والاستقرار والتنمية التي نعيشها جميعا في وطننا الحبيب.

ويجب أن نعرف أن المنظمة الإرهابية تغير جلدها وإستراتيجيتها تبعا للجهود الأمنية مثلها مثل تجار المخدرات وغيرهم يحاولون استغلال أي ثغرة أمنية، ولكن وللأسف هذه المرة الثغرة أتت من طيبة وبساطة وروعة الأمير محمد بن نايف.. وهنا لا بد من إعادة النظر في عدد من الاستراتيجيات في التعامل مع أهل الإرهاب والتائبين منهم لعل منها مثلاً إعطاءهم الثقة التي لا يستحقونها فعلا فهم ليسوا أهلا لهذه الثقة.

ويجب أن لا نستغرب من سقوط قتلى أو جرحى فداء للدين والوطن فوطننا ينتظر منا الكثير وأرباب الإرهاب ها هم ينحرون أنفسهم لأجل الشيطان والدمار فنحن أبناء الوطن ومعنا الأمير محمد بن نايف أولى أن نقدم أنفسنا فداء للدين والوطن.

هنيئاً لنا جميعاً بسلامة الأمير محمد بن نايف فله جهوده التي تذكر وتشكر في مكافحة الإرهاب والفكر الضال ولا أقول له إلا كما قال الله سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} (38) سورة الحج.

الدكتور/ يوسف بن أحمد الرميح
أستاذ علم الإجرام ومكافحة الجريمة المشارك
جامعة القصيم- مستشار إمارة منطقة القصيم



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد