بداية أحمد الله سبحانه وتعالى على سلامة أمير الأمن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز - سلمه الله - مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية. ولي عدة وقفات مع هذا الحادث الإرهابي البغيض الذي أظهر تلك الشراذم على حقيقتها أمام العالمين، فأقول:
الوقفة الأولى: حرص أمير الأمن وشفقته بالمخالفين حتى لو أظهروا العداء والحقد والضغينة، وهذا خلق إسلامي رفيع، فالحلم والصفح عن المسيء، بل وفتح الباب أمامه وإكرامه قلما يوجد رجل بهذه الصفات، ومن يقرأ التاريخ يدرك هذا جيداً، وهذا الخلق النبيل ليس بغريب على هذه الأسرة المباركة التي جمع الله شمل الجزيرة العربية على يد والدهم المؤسس الأول الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته -.
الوقفة الثانية: سياسة وزارة الداخلية في التعامل مع أصحاب هذا الفكر المنحرف الضال بالحوار والمناصحة ومقارعة الحجة بالحجة وكشف الشبهات أمام معتنقي هذا الفكر الخبيث، كل هذا له أكبر الأثر في تحجيم الانضمام لخوارج العصر بل والتبرؤ من هذا الفكر الخارجي المنحرف، وما استقبال الأمير محمد بن نايف - حفظه الله - وفتح بابه لهذا الشقي وإكرامه بعدم تفتيشه إلا أكبر دليل على هذه السياسة المحنكة التي تنتهجها القيادة مع المخالفين الضالين شفقة ورحمة بهم وحفاظاً على مجتمعهم وأسرهم.
الوقفة الثالثة: تجلى لنا وبشكل واضح لا يقبل نقاشاً الأمد البعيد الذي انتهجه معتنقو هذا الفكر الضال الخبيث، حيث لم يراعوا حرمة دم المسلم ولم يقدروا لولاة الأمر قدرهم وسهرهم على حفظ الأمن والسعي لمصالح المسلمين بل ولم يراعوا حرمة الزمان.. فانتهكوا الحرمات بشكل قلما يوجد في التاريخ أمثاله، فالأمر الذي وصل إلى أن يفجر الإنسان نفسه ويقتلها وينوي قتل أخيه المسلم في شهر فاضل بعد أن أدى الجميع فريضة الصيام والصلاة، وهدأت النفوس وسكنت بعبادة ربها وأداء فرضها، كل هذا وأمثاله دليل على مدى استحواذ الشيطان على نفوس هؤلاء الطغاة الظلمة وتغلغل وساوسه الخبيثة في نفوسهم وأفئدتهم حتى استحوذ عليها فأنساهم ذكر الله وصدهم عن الحق وأشرب نفوسهم حب الباطل وأرداهم موارد الهلاك - عياذاً بالله تعالى -.
الوقفة الرابعة: المواجهة مع معتنقي هذا الفكر لا زالت قائمة، ونحن على أهبة الاستعداد كل لحظة، فلابد من استشعار هذا الأمر، فالجميع مطالب بتقديم ما يستطيع إرساء لقواعد الحق وتبصيراً للناس بخطورة هذا المنهج الضال ابتداء من البيت مروراً بالمدرسة والجامعة والمسجد وانتهاء بالأجهزة الأمنية التي هي في أتم الجاهزية لتضييق الخناق على معتنقي هذا الفكر الضال ومنظريهم الذين ليسوا بأقل خطراً منهم.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بلادنا وقيادتنا وشعبنا من كل سوء، وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم، كما نحمده سبحانه أن حفظ أمير الأمن من كيد الفجار ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، والحمد لله رب العالمين.
* نائب الناطق الإعلامي بشرطة منطقة القصيم