يحار القلم أن يكتب عن ذلك المشهد المروِّع في دمويته وانتهازيته وحجريته وخداعه، والرائع في الوقت ذاته ببسالة وسماحة الشخصية الأمنية الأمينة المستهدفة... فرح سموه الكريم بعودة الضلال إلى الرشاد والتيه إلى الهدى..
كان يريد أن يحضن التائب والعائد من الشتات والقلق ليبارك له الأوبة في شهر الخيرات..! وإذا بهذه الكتلة من الجسد اللا إنساني والعقل الملغّم والمتحجِّر المتفجِّر يتناثر أمامه أشلاءً.. فيا هول الواقعة!!!
.. لكن الله سبحانه ضرب بين جسد الحافظ للأمن والمخل فيه بسور الحفظ الإلهي الذي لا يمكن لقوة مخلوقة أن تخترقه أبداً.
.. إنها بحق كرامة إلهية توجب علينا الدعاء المتواصل والثناء العاطر على سلامة مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز في هذه الحادثة المؤلمة والأليمة.. وهي علامة بإذن الله على أن الفكر الضال والمضل قد انتحر وتناثر بين يدي سموه بجهوده الحازمة والحكيمة على ملاحقة كل من يؤرِّق أمن بلاد الحرمين الشريفين.
.. وكم هي صورة أكثر من رائعة أن يشرِّف خادم الحرمين الشريفين مطمئناً ومهنئاً سموه الكريم على سلامته.. ثم يتبع ذلك ولي العهد باتصال كريم من مقر إقامته، وبحضور ومتابعة من سمو منارة الأمن السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز.. وكم هي صور تعكس الحس الأخوي المميّز أن يتوافد أمراء المناطق وأصحاب السمو الأمراء والعلماء والعامة بصورة سعودية تؤكّد لحمة هذه البلاد وصعوبة اختراقها.. ويزيد الصورة جمالاً مع كمالها تواصل رؤساء دول ومعنيين من مختلف البلاد مهنئين القيادة بسلامة الأمير محمد بن نايف حفظه الله. إنها تهان ومباركات ودعوات تزيد الروح الأميرية لسموه ولكافة الشعب السعودي أن يكونوا أكثر إصراراً والتحاماً ضد ضُلاَّل الفكر الموغل بالدموية الانتحارية.
.. لا بأس عليك أيَّها الأمير الحكيم الحازم... فجهودك في تصحيح الفكر ومناصحة الخارجين عن معتقد السنَّة وتنقية بيئة الأمن والسهر على سلامة البلاد وراحة العباد لا يختلف فيها العقلاء.
.. إن غاية الروعة أن يتبادل الناس التهاني عبر رسائل الجوال حامدين الله على سلامة رجل ميدان الأمن من قصة الاغتيال المخادعة الوحشية.
.. إنني أكتب هذه الأسطر وأنا أتلقى الرسائل وأبعثها مهنئاً معنى (السلامة) بوجودك ومباركاً للسلامة انتحار الفوضى والتخريب أمام رمزها ومهندس واقعها...
.. إنها أيضاً رسالة للعالم أننا مستهدفون من الإرهاب قيادةً وشعباً وأمناً.. أوَ لا ترى أيها العالم من يفجّر نفسه ليختل الأمن في المجتمع السعودي.. أوَ لم ير العالم تفجير الوزارات والمجمّعات السكنية والسيارات المفخَّخة والذخائر المخبأة والمحاولات المستميتة لتفجير آبار النفط ومصادر دخل ورفاه المجتمع السعودي...!!
.. لكنها النجاحات إثر النجاحات الأمنية التي ضيَّقت على فئة الضلال فأصبحت لا تأمن حتى في مواقعها السرية.. بل حتى في جحورها وكهوفها...
إنها نجاحات أخرجت هذه الأفعى من شدة ما رأته من ظلمة وضعها، وحرارة جحرها حتى ضاق عليها النفس فخرجت بالخداع والتوسل لتنتحر أمام الحقيقة لأنها لم، ولن تستطيع العيش معها..!!
.. لا يمكن للمشاعر والمشاهد أن تنتهي للكتابة عن مضامين هذه الحادثة التي اهتز لها جسد المجتمع السعودي مستنكراً... ولكنها بحمد الله أصبحت رصيداً نفخر به لقيادة أمننا وبرهاناً على وحدة مجتمعنا قيادةً وشعباً.. الذي يسطِّر يوماً بعد يوم نماذج من البطولة والبسالة والمعالجات الأمنية التي أصبحت مضرب مثل لدول العالم مؤكّدة أننا أمام صحة رسالتنا وتنقية رايتنا لا نجامل في ذلك أحداً.
حفظك الله يا بلادي عزيزةً منيعةً حاملةً راية الحق والعدل.. وألف سلامة وسلام عليك أيَّها الأمير الهمام.. وكن بالله واثقاً بأنك بالخير والحق بإذن الله محفوظ... وتقبل خالص التحية مني وأسرتي وجامعتي وبلادي.
جامعة القصيم - عميد شؤون الطلاب