Al Jazirah NewsPaper Thursday  03/09/2009 G Issue 13489
الخميس 13 رمضان 1430   العدد  13489
الإرهاب والبعد الجديد
د.فالح بن محمد بن فالح الصغير

 

الإرهاب ظاهرة دخيلة على هذه البلاد المباركة، تبنتها فئة ضلت الطريق القويم وحادت عن الصراط المستقيم، وعاثت في الأرض فساداً وإفسادا، وكان واجبا على الأمة أن يكون لها كلمتها، وأن تجتمع صفاً واحداً أمام من يريد أن يشذ عن الأمة.

لقد جاءت الحادثة الإجرامية التي تعرض لها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، ونجاته منه- ولله الحمد والمنة-، لتكشف لنا مزيداً من العوار الذي يسلكه أفراد هذه الفئة، بعد أن ضُيق عليهم الخناق بعمليات استباقية أفسدت مكرهم، وحرمتهم- ولله الحمد- مما خططوا له خيانة منهم لدينهم ووطنهم.

ويأتي هذا الحدث الجلل ليؤكد للجميع مدى الجرم الذي انطبع في شخصية أصحاب هذه الفئة الضالة الذي تمثل فيما يلي:

1 - لم يراعوا حرمة دم المسلم، ذلك الدم الحرام، جاء في خطبة حجة الوداع قال عليه الصلاة والسلام: (فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا - أي: البلد الحرام، أي: مكة، في شهركم هذا -أي: في شهر ذي الحجة، ألا هل بلغت؟) قالوا: نعم، قال: (اللهم اشهد، فلاترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)، قال ابن عباس رضي الله عنهما: فوالذي نفسي بيده، إنها لوصيته لأمته: (لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض) أخرجه البخاري.

2 - قابلوا صفح سمو الأمير ومبادراته الايجابية وسعة صدره، وعمق تفهمه، بالغدر والخيانة، والغدر من صفات اللئام، قال تعالى: (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ).

3 - عدم مراعاة حرمة شهر رمضان، أعظم شهور العام، والشهر الذي أنزل فيه القرآن، والذي فيه: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} سورة النساء: 93).

4 - خلعوا بأفعالهم المشينة يد البيعة، وتعدوا على أحد رجالات الدولة، وعلى من ولاه ولي الأمر مهمة حفظ الأمن، فحاولوا الغدر به واغتياله، فإذا كانت الطاعة واجبة فكيف بجرم التعدي والغدر، قال- صلى الله عليه وسلم-: (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع الأمير فقد أطاعني، ومن عصى (أميري فقد عصاني) وإنما الإمام جُنة يتقى به) متفق عليه.

5 - أضف على ذلك كله، ما حصل منه من قتل نفسه، وقد قال الله تعالى: {...وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا. وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا} (سورة النساء 29-30).

6 - إن هذا المسلك الغادر يفيد لمتابع ملف الإرهاب، أن الإرهاب لا يأخذ شكلاً واحداً أو صورة واحدة، فقد انتقل إلى مرحلة أخرى يستوجب على الجميع مسؤولين وعلماء ومفكرين وكتاب، وأولياء أمور وغيرهم التعاون والتكاتف الذي أوجبه الله تعالى وجعله مبدأ عظيماً لقوام المجتمع، وسلامة أفراده، وأمنه وأمانها (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان).

7 - إن على الشباب خاصة أن يزيدوا من إدراك وعيهم بخطورة مثل هذه الأفعال وخطورة عواقبها، وأن يتأملوا في بعض المجتمعات التي دخلتها هذه اللغة المدمرة، ماذا آلت إليه، فعليهم أن يعضوا بالنواجذ على دينهم وعلمائهم وقادتهم فذلك هو العاصم من القواصم بإذن الله.

إن هذه الأفعال المشينة لن تزيدنا إلا حرصاً على التكاتف والتعاضد مع أولياء أمورنا ضد هذه الفئة الضالة الباغية.

اللهم احفظ علينا ديننا وأمننا واحفظ قادتنا وولاة أمورنا وعلماءنا وشبابنا ووطننا إنه سميع مجيب.

عضو مجلس الشورى



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد