فإن من كريم لطف الله تعالى حفظ عباده ورد كيد المعتدي في نحره لأن الجزاء من جنس العمل دنيا وأخرى، ومن تلك الرحمة تقدير رب العباد لحفظ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية من تلك المحاولة الانتحارية لذلك المعتدي الآثم الذي حاول اغتيال سموه.
والحديث هنا حول عظيم الإثم الذي حوى عدداً من الكبائر ومنها قتل النفس بعملية انتحارية، ومنها قصد قتل نفس معصومة، ومنها كون هذه النفس من ولاة الأمر الذين تلزم لهم الطاعة والسمع، ومنها الغدر، ومنها محاولة قتل الغيلة، ومنها الكذب بادعاء التوبة، ومنها كونها في شهر رمضان المبارك، ومنها ايذاء المسلمين، ومنها التعاون على الإثم والعدوان، ومنها إهدار المال المحفوظ، ومنها صرف الجهد والعقل والمال في سبيل تحقيق كبيرة من الكبائر، ومنها التعاون مع أعداء الوطن والأمة، منها ترويع الآمنين ومنها تشويه الدين، ومنها الفتوى بغير علم، ومنها استباحة المحرمات، ومنها الاعتداء على الأنفس والأموال، ومنها مقابلة الإكرام بمحاولة القتل، ومنها زعزعة الأمن، ومنها محاولة ضرب مقدرات الوطن والأمة في رجالهم وحماة أمنها، ومنها عدم المحافظة على حقوق ولي الأمر، ومنها نقض البيعة لمن ولاه الله أمر العباد والبلاد ومنها الخداع والتزييف، ومنها محاولة الإضرار بسمعة البلاد إلى غير ذلك من صور الظلم والإلحاد حيث جاءت المقاصد العامة والقواعد الكلية والأحكام الشرعية المبنية على الوحيين بنقيض ذلك كله، ولكن من لطيف لطف الله ان باء صاحب الكيد بكيده وان عاد كيده في نحره.
فكانت الحادثة سبباً في اجتماع الكلمة وتأكيد الولاء وتجديد العهد وتأكيد البيعة والسمع والطاعة فما من محنة إلا وفي ثناياها منح.
فلله الحمد والمنة أن قدر ولطف وحفظ وأنعم، وكشف للناس منهج هذه الفئة الضالة التي تستبيح الحرمات ولا تراعي حرمة من الحرمات، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
مدير مركز الدعوة والإرشاد بمكة - مدير عام جمعية الإحسان والتكافل والاجتماعي بمكة