الحمد -يا سيدي- لله ذي الكرمِ

إما سلمت فهذي أكبر النعمِ

الحمد يا منعما حمدا يلوذ به

قيامنا ودعاء ملء كل فمِ

الله أكبر كم قابلت كفرهمُ

بسيف خالد ما بالسيف من ثلمِ

في كل معركة ما زلت تهزمهم

حتى أسغت لهم ذلا لمنهزمِ

جرّعتهم من نقيع الحرب علقمها

بالحق تطعنهم بالسيف والقلمِ

لقنتهم من دروس الحق أصعبها

ساويتهم بتراب الأرض والرجمِ

ماذا فعلت بهم يا سيدي غضبا

ماذا فعلت بهم يا سيد الكرمِ

قاتلتهم ضحوة في شد معركة

فيها الجماجم لا تمشي على قدمِ

وفي المساء فتحت القصر تذرعه

خطاهم جوَّعاً هلكى من السقمِ

فيطعمون لذيذ الزاد عندكم

وفي الصباح يسلّوا الكفر بالنعمِ

لما هزمتهمُ في كل معترك

وقدتهم لحياض الحق باللجمِ

قالوا:فإن له بيتا مصارعه

مفتوحة أبدا في الحل والحرمِ

ما غلقت بابها يوما ولا أفلت

عنها جموع من الأعراب والعجمِ

عليكم الدار ما تبغونه عجلا

بالغدر نأخذه، يا أقبح الشيمِ!

الغدر دينهم يجري بأوردة

فيها خبائثهم ليست بذات دمِ

إن الكرام لهم سيما بها شرفوا

بالبر قد عرفوا في سالف الأممِ

أنت الكريم الذي في وسط منزله

لا يسأل الضيف عما جر من جرمِ

سجية فيكم من عهد أولكم

أنعم بها سيرة في الناس كالعلمِ

هذي خلائقه تجري مع دمه

من عهد أسلافه والله ذو حكمِ

لما بتَتّهمُ من كل قارعة

ظنوا النجاة بظن خائب لئمِ

لما أتاك مددت الكف تحضنه

بكف مؤمن لم يغدر ولم يلمِ

فالله جازاكما بالعدل عاجلة

فسلم الحق، واستشفى من الأثمِ

فبارك الله في نيات من صدقوا

وقاتل الكفر لم ينهض ولم يقمِ

وقطَّع الشر أعضاء مفتتة

وبورك الحق فليسلم و فليدمِ

يا شيمة الغدر تجري في دمائهم

ماذا لقيت به من شيمة الكرمِ

هذي دلالة جهد أنت تبذله

لو لم تقاتلهم أبقوك في سلمِ

يا طغمة الشر يا أهل الفساد ويا

إخوان إبليس حقا غير ذي تهمِ

ماذا لقيتم وهذي مدة سلفت

فالحق في صعد والشر في غممِ

أرهبتمونا فكان العفو بادرة

من المليك لدرء الشر والظلمِ

إما أبيتم فإن النار موقدة

طعامها أنتم من غير ما فحمِ

هذي عقوبتكم من عند خالقكم

في شرعنا ولكم ضعف من الندمِ

الله أكبر فاستعصم بها أبدا

الله أكبر فاستمسك بها ودمِ

الله أكبر لا تبقي على أحد

من العصاة ولو ساروا إلى الحرمِ

(محمد) كلنا، يا سيدي ولكم

من ربكم حارس بالليل لم ينمِ

(محمد) كلنا، يا سيدي شرفا

(محمد) نبضنا في كل محتدمِ

فاسلم بقيت لنا في ظل مملكة

يا فادي الدين والأوطان والعلمِ

جابر بن محمد الأحمري

جامعة أم القرى- مكة المكرمة

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة