تسيطر على البعض فكرة التخلُّص من الحياة، بمعنى الانتحار (المجاني) عبر تفجير جسده. عدد الأبرياء الذين سيأخذهم معه قسراً في توابيت الموت غير مهم! المهم أن ينجح في قتل نفسه في الوقت والمكان المحدد وحسب (الكروكي) المرفق!
المهمة الأولى له هي أن يتخلص من جسده، فالفكرة التي تم زرعها في دماغه بعد غسيله هي فكرة الموت والقتل والدمار! يحاول أن يجد مبرراً يمكنه من استسهال فكرة بعثرة جسده بتفجير انتحاري، ولكن هذه ليست معضلة كبيرة؛ لأنه قد فقد القدرة على التفكير والتحليل وإلقاء الأسئلة من نوع لماذا ولأجل من يلقي بنفسه إلى التهلكة ويعصي أوامر دينه ويخون وطنه وأهله ومجتمعه؟! فغاسلو الأدمغة لديهم القدرة على نزع تلك الخاصية من الدماغ لتتم السيطرة على الأشخاص! لقد ضمنوا له الجنة وإلا فلماذا هذا الإصرار والترصد لقتل نفسه قبل أن يقتل الآخرين؟! لو كان لديه نسبة 1% بأن أبواب الجنة لن تفتح له وأنه لن يحظى باحتفال يليق به من قبل عدد من الحور العين كما وعدوه! لما قام بإهدار دمه وإزهاق روحه! لقد ضمن له مشايخ الموت (الجنة) عبر تحويل الجسد (الأمانة) إلى رفات وأشلاء ومنظر لا يليق بمسلم أن (يهين) جسده وروحه التي اؤتمن عليها ولا تليق بكرامته كإنسان (ولقد كرمنا بني آدم). مساكين أولئك المنتحرون في طرقات الوهم التي عبّدها لهم من يريدون زعزعة الأمن من خلال القتل، ولكن تعالوا لنستعرض المشهد منذ أول منتحر حفر بتصميم منه قبره الذي دفن فيه بعضاً مما عثر عليه من بقايا جسده المتشظي إلى آخر منتحر حاول النيل من نائب سمو وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف سلمه الله فباءت المحاولة بالفشل وتعثر فتناثر! كل المحاولات حتى تلك التي هدمت المباني وأزهقت الأرواح واستشهد فيها رجال أمن ومواطنون لم ولن تؤثر على دولة بحجم المملكة ولم تؤثر على دول أخرى حتى تلك التي تنشط فيها العصابات المنظمة؛ لأن الدول أكبر من أن تتأثر بتفجيرات الانتحاريين الذين يصرون على اقتطاع أجسادهم من شجرة الحياة! في شهر رمضان فتح الأمير محمد بن نايف بيته للناس ليستقبل إما مهنئاً أو من له حاجة يريد قضاءها كما عودنا ولاة الأمر، لكن هذا الشهر الفضيل لم يمنع الإرهابيين من تحويله إلى مناسبة للقتل، وبذلك تنكشف مخططاتهم ونواياهم السيئة لكل من كان يتوهم أنهم على حق! ترى لو أعيدت الحياة للذين ماتوا (تفجيراً) بفعل أحزمتهم الناسفة أو الذين تحصنوا في بيوت واستراحات فماتوا فيها تاركين زوجاتهم وأمهاتهم وآباءهم وأبناءهم يبكونهم ليل نهار! ورأوا أنهم أهدروا حياتهم بلا ثمن ولم يكن لموتهم أي تأثير سوى على أسرهم التي فقدت راعياً لم يتق الله في رعيته! ترى ماذا سيكون موقفهم عندما يشاهدون أننا ما زلنا نستنكر أعمالهم وما زلنا نلتف حول قيادتنا، وماذا عساهم سيقولون لمن تراوده نفسه بأن يقدم روحه قرباناً لفكرة يرفضها الدين والوطن والمجتمع؟!
alhoshanei@hotmail.com