Al Jazirah NewsPaper Thursday  03/09/2009 G Issue 13489
الخميس 13 رمضان 1430   العدد  13489
سلامة الأمير.. سلامة الوطن
إبراهيم بن سعد الماجد

 

عندما يبلغ الحقد مبلغه، ويخلو القلب من الإيمان، ويفقد الإنسان كل مشاعر الإنسانية النبيلة، فلا غرابة أن يرتكب أي جريمة مهما كانت بشاعتها وخستها، ولعل المتأمل يجد أن ما يقوم به عصابات الفئة الحاقدة نابع من حقد على هذه القيادة وهذه البلاد وشعبها الذي يسطر كل يوم ملحمة من ملاحم وحدة الكلمة والصف.

منذ ما يزيد على ثلاثة قرون وهذه البلاد مع قيادتها صفاً واحداً وتحت راية واحدة موحدة لله بالعبادة، لم يستطع أعداؤها النيل منها طوال هذه الحقب المتتابعة، بل إن الأحداث التي يراد منها زعزعة أمن هذه البلاد وشق هذا الصف تأتي نتائجها ناتجة عكس ما يراد لها، فيزداد أمن البلاد قوة وتزداد لحمة القيادة والشعب، فقد مر على بلادنا كثير من الأحداث التي في ظاهرها أنها ستحدث شرخاً يؤثر في مسيرة الوطن سياسياً واقتصادياً واجتماعياً فتكون النتيجة مزيدا من النمو ومزيدا من الوحدة، ومزيدا من تماسك هذا الكيان السياسي المتين.

والحدث المؤلم في ظاهره، المفرح في نتيجته وهو محاولة النيل من رمز من رموز أمن هذه البلاد الطاهرة سمو الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية يشير بجلاء إلى أن الخناق يبلغ مبلغه لدى هذه الفئة التي لم ترعوي لنصح الناصحين ولم تستجب لنداءات المنادين بالعودة إلى الجماعة التي من شذ عنها شذ في النار..

ولعل المتأمل في ما جرى يلحظ كما أسلفت أن هذه العمل ما هو إلا نتيجة لتضييق الخناق على هؤلاء من جميع الوجوه، فأمنياً حقق رجال الأمن ضربات استباقية ناجحة وكبيرة بكل المعايير، وفكرياً حققت لجان المناصحة ومنابر الوعظ نتائج هي أيضاً كبيرة ومهمة مما أفقد هؤلاء صوابهم لانحسار تمددهم الذي كانوا يسعون إليه ويأملون في نجاحه، فلم يعد لفكرهم الرواج الذي كان بالأمس، وذلك نتيجة لتكشف الحقائق أمام كل من كان في قلبه ولو ذرة من صدق نوايا هذه التنظيم الشيطاني المقيت.

إن سلامة سمو الأمير محمد التي ما كانت أن تكون لولا عناية الله سبحانه وتعالى ولطفه ليس بالأمير فحسب، ولكن بهذا الوطن الذي يعد الأمير رمزاً من رموزه الأمنية الهامة، بل إنه يعد مهندس تفكيك هذا الفكر الخبيث، وهو الذي بجدارة، وإخلاص حقق المعادلة الصعبة وهي القضاء على الإرهاب وبقاء هذه الوحدة، بل وتناميها، وذلك من خلال تواصل سموه مع أسر هؤلاء المارقين، بل وتقديم كل العون لهم في مصابهم بمروق هذا الابن أو هذا الأب.

فالحمد أجزله والشكر أعظمه لله وحده الذي لطف وسلم الأمير محمد بن نايف من هذه الغدرة غير المتوقعة، والتهنئة لقائد المسيرة وولي عهده ونائبه الثاني ولكل الوطن ولكل الأمة، وصدق الله:(وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار) (سورة إبراهيم).



almajd858@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد