Al Jazirah NewsPaper Thursday  03/09/2009 G Issue 13489
الخميس 13 رمضان 1430   العدد  13489
جريمة نكراء
عبدالله بن صالح الحماد

 

الجريمة البشعة التي قام بها أحد خوارج هذا العصر بمحاولته الإضرار بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية، عن طريق تفجير نفسه بين يدي سموه الكريم، مقابلاً نعمة العفو بالإساءة، إلا أن الله جل جلاله بنعمته سلم الأمير سلامة أسعدت وسرت الجميع حكاماً وعلماء ومحكومين...

وأخزت هذا المجرم الأثيم ومن وراءه ممن يريد الإفساد في الأرض وإخماد دعوة التوحيد التي قام بها ولاة الأمر في هذه البلاد منذ قرون فلم يكن قصد هذه الفئة الضالة سمو الأمير بشخصه، وإنما قصدهم الإخلال بالأمن وإشاعة الهرج والفساد حتى يتمكنوا من إراقة الدماء ونشر باطلهم، في مقاصد أخرى خبيثة أملتها عليهم أهواؤهم الضالة وأفكارهم المنحرفة، متبعين بذلك سنة أجدادهم الخوارج الذين اسودّت صحف التاريخ من جرائمهم واغتيالاتهم، بدءاً من اغتيال أميري المؤمنين ووليي أمرهم: عثمان وعلي - رضي الله عنهما - وانتهاء بهذه الجريمة البشعة التي أخزتهم فلم يحققوا فيها مآربهم، فالذي لا يعجبه ويرضيه عثمان وعلي المبشرين بالجنة، فأي أمير أو حاكم سيرضيهم؟!

لاشك ولاريب أنها أهواء مخزية ومذاهب ردية.

ومما زاد ضغينة هؤلاء الفئة الضالة على ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية بالذات، هو تحكيمهم للكتاب والسنة، وقيامهم بجهاد الخوارج جهاداً كبيراً بمختلف الوسائل والطرق المشروعة وعلى كافة الأصعدة.

ولقد قامت وزارة الداخلية في هذا المقام بجهد كبير شهد به القاصي والداني، واقتدى به القريب والبعيد، فبالإضافة إلى ملاحقة ومطاردة ومراقبة المجرمين ومن ثم القبض عليهم والحكم عليهم تحت مظلة قضاء شرعي مستقل، فتحت المجال أمام التائبين والجهلة ممن انضم إلى الفئة الضالة وعرف باطلهم وأراد مفارقتهم ومباينتهم، فأثمر ذلك عن توبة المئات منهم وانخراطهم في الحياة الاجتماعية في تجربة فريدة أصبحت محل نظر الباحثين من أمم الأرض، وهذا فضل من الله أولاً ثم حكمة وحنكة من القائمين على وزارة الداخلية التي استطاعت أن تقضي على المجرمين في نفس الوقت التي استصلحت منهم التائبين والنادمين، متعاونة مع شقيقاتها الوزارات المعنية بهذا الشأن وبخاصة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والتي بذلت أيضا جهدا ملموسا في محاربة الفكر الضال عن طريق دعاتها وخطبائها ومراكز الدعوة في مختلف أرجاء العالم فأثمر هذا التنسيق والتعاون الثمار الطيبة واليانعة فاستحقت وزارة الداخلية بذلك أوسمة التقدير وألسنة الثناء والشكر من الجميع بلا استثناء.

ويأتي استلام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف للملف الأمني خلال الفترة المنصرمة ليؤكد حرص ولاة الأمر على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، فكان سموه الكريم متابعا للأحداث الأمنية منذ بدايتها، واقفا مع جنوده البواسل في وجه العاصفة التي اجتاحت هذا البلد وحركتها أيد خفية، فكانت ضربات وزارة الداخلية الاستباقية تؤرق أعين المجرمين وتسر المواطنين، وقد كان سموه الكريم حاملاً بيده السيف لكل مجرم أثيم يريد تعكير صفو الأمن وبيده الأخرى يصافح كل تائب ونادم صادق مهيئا له فرص العمل الشريف.

فأضمرت له الفئة الضالة ما أرادت من ورائه قطع سبيل الإصلاح والقضاء على توجه الوزارة الإصلاحي الناجح، ولكن الله أخزاهم وسلم لنا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية والذي نسأل الله أن يسبغ عليه نعمة الصحة والعافية وأن يلبسه لبوسهما وأن يوفقه لما يحبه ويرضاه، والتهنئة بسلامة سموه الكريم نرفعها لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولسمو ولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز ولكافة أبناء الأسرة المالكة والله نسأل أن يجنب بلادنا مضلات الفتن وأن يكفينا شر الأشرار وكيد الفجار وأن يحفظ أمننا وإيماننا إنه ولي ذلك والقادر عليه.

المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بحائل



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد