من المؤسف، بل من المخجل، أن يرى الإنسان بشراً من مجتمعه بهذا المستوى من العدوانية والإجرام والسلوك الهابط.. من هذه التصرفات التي لا يقرها دين ولا شرع، والتي هدفها الأول والأخير إزهاق الأرواح وترويع الآمنين وإشعال الفتنة في المجتمع المتحابي.
ويسأل المرء مرة ومرات: ماذا يريد هؤلاء؟ فهل لهم عقيدة غير عقيدة الإسلام؟ هذا الدين الذي يأمر بالتسامح وعصم الدماء والتعاون على البر والتقوى والابتعاد عن الفتن وشق عصا الطاعة.. يا لها من أسئلة محيرة: من أين أتى الإرهاب؟ وهل في هذه الكلمة فخر لمَن يمارسون هذا العمل المشين؟ ولكن الإجابة الحقيقية الشافية هي: لا تحزن يا وطن المجد ويا بلاد الحرمين؛ فإن النصر مضمون من عند الله.. أنت وطن تقام فيك الصلاة وتؤتى فيك الزكاة وفيك تصان الحقوق وفيك يحترم الإنسان ويأخذ كل ذي حق حقه.. يكفيك يا وطن المجد أن قلوب الملايين وأبصارهم تتجه إليك في اليوم خمس مرات!
أما أنت يا حفيد صقر الجزيرة، سمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، فنقول لك: في أوقات الشدائد والمحن تُعرف أقدار الرجال ويُعرف مدى قدرتهم على تحمل المسؤولية ومدى أهليتهم لممارسة العمل الوطني الذي يقومون به.. يكفيك فخراً أنك تدافع عن الحق في مملكة الإنسانية، ويكفيك فخراً أن ولي الأمر وملك القلوب اطمأن عليك في المستشفى بعد الحادثة.. يكفيك فخراً أن قلبك أبيض وأن نيتك سليمة من الحقد والغش وحب التسلط، وأنك لا تضمر الشر لأحد، وهذا يتضح من خلال سماحك للمجرم بدخول منزلك؛ فحمداً لله على سلامتك، وتأكد أن الشر سيعود إلى أصحابه.
****