Al Jazirah NewsPaper Friday  11/09/2009 G Issue 13497
الجمعة 21 رمضان 1430   العدد  13497
يستعد لتقديم خلاصة تجربته
فهد النعيمة يلتحق بالمبدعين شباب التشكيل المعاصر

 

كتب - محمد المنيف

فهد النعيمة أحد الرموز الشبابية التي منحها الله الموهبة الحقة وحرص على تطويرها ذاتيا دون تلقي أي دراسة في هذا المجال ومع ذلك استطاع بطموحة وإصراره أن يدخل معممة هذا المجال في وقت امتلأت به الساحة من الكثير غالبيتهم لا يملكون إلا الهواية العابرة فاشغلوا المعارض بأعمالهم (المتردية والنطيحة)، لهذا فإن في تسليطنا الضوء على الشباب المتميز الصادق في انتماءه لإبداعه والحريص على أن لا يقدم إلا الجيد والمثابر في تمنية مهاراته الأدائية و ثقافة هذا الفن ومن هم الفنان فهد.

لقد تابعت عطاء فهد النعيمة فترات طويلة ومع أنني لم أكن مقتنعا بمحاولاته الرائعة في دراسات القلم الرصاص ورسمه للخيول أو الاسكتشات السريعة للمناظر الطبيعية والتي اثبت من خلالها وجدود الموهبة الفطرية وليست القدرات المكتسبة مع ما أضفته عليها من تجارب ومتابعة تراكم الخبرات إلا أنه جاوزها بشكل ملفت للنظر فكانت قناعتي وقناعة لكثير من الزملاء التشكيليين أن لدى فهد الكثير إلا أنه حبيس نظرة إعجاب المجتمع العامة التي لا تبحث إلا عما يلامس الواقع أو يكون تسجيلا مباشرا له، وفي معرض الفن السعودي المعاصر لفتت نظري لوحة لم أكن أتوقع أنها تحمل إمضاء فهد إلا بعد أن طلب مني وقتها رأيي فيها فكانت النافذة التي فتحت لي الكثير من الثقة في ما كنت أتوقعه منه وأنه يمتلك الكثير من الإبداعات التي لا تحتاج منه إلا للمبادرة والانطلاق بها.

طلبت منه أن أزور مرسمه في منزلة فكان لي ذلك وقدم لي مجموعة كبيرة من اللوحات التي بدلت وأضفت وأضافت بل أرى فيها نقلة هامة في مسيرته التشكيلية، مع انه غير مقتنع بها أو متخوف من الانطلاق بها إلى عالم المعارض الشخصية وهي المحك الحقيقي للتعريف بالفنان.

الفنان فهد النعيمة لديه حس راق ووعي بما يمكن أن يقوم به في المرحلة الحالية ليجمع فيها بين قدراته في الرسم وبين التعبير عن الموقف دون تقيد بشكل مباشر أو نقل من صورة بل لديه القدرة على أن يغوص في أعماقه ويعود محملا بالفكرة التي طبع كثير منها على لوحاته، الجميل في فهد انه صديق لأحد الفنانين السودانيين المشهور والمعروف بأسلوبه الذي لا تخطئه العين ومع ذلك لم يتأثر به أو يكون نسخة منه بل إنه خرج من عباءة المحاكاة والتسجيل إلى مرحلة الحداثة والتعبير الحر تاركا لألوانه وأقلامه حرية التحرك بمرونة وثقة وعفوية نابعة من مراحل من الدراسات بالقلم الرصاص والفحم والتي تعد أهم مراحل إعداده وتشكيل شخصيته الجديدة، وهذا يكفي لأن نقول إننا أمام فنان واعد سيكون له مستقبل ملفت للنظر بحداثة إبداعه ومعاصرته، لكن أن يكون حذرا من الاندفاع ولا يتوقف عند تجاربه الحالية فما ذكرته ليس إلا وجهة نظر أحسست بها عند مشاهدتي لأعماله الحالية مع استشرافي لما يمكن أن يكون عليه بتوفيق الله.

هذاه قطرة من بحر الإبداع الشباب الذي سنسعى من خلال هذه الصفة لتقديم الكثير منهم تشكيليين وتشكيليات، معتزين بما يمتلكونه من مواهب تستحق الاهتمام.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد