ردود الفعل الغاضبة والمستهجنة التي توالت ولا زالت على ما أقدم عليه الإرهابي عبدالله حسن عسيري من محاولة اغتيال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية لهي بمثابة اقتراع حقيقي على محبة مواطني هذه البلاد لرمز من رموزها ورضاهم عن الإنجازات الباهرة
التي تحققت في استئصال شأفة الإرهاب للفئة الضالة الباغية المنضوية تحت تنظيم القاعدة وهذه المحاولات المتكررة لاغتيال سموه دليل قاطع على اليأس الذي يعانيه هذا التنظيم من عدم تحقيقه للأهداف والغايات الخبيثة له في زعزعة أمن هذه البلاد التي تبوأت من بين الدول مكان الصدارة في محاربة الإرهاب واستطاعت في مدة وجيزة أن توقف خطر هذا التنظيم الذي عاث فساداً وخراباً في بعض البلدان العربية والإسلامية والشواهد على ذلك واضحة للعيان وضوح الشمس في كبد السماء.
إن سياسة العفو عند المقدرة والمناصحة والاحتواء التي اتبعتها وزارة الداخلية بتوجيهات صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو النائب ويشرف على تنفيذها الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية لمن أناب من هذه الفئة الضالة وتراجع عن غيه ولم يتورط في الأعمال الإجرامية التي استهدفت بعض المنشآت الحيوية والمرافق السكنية وذهب ضحيتها مئات القتلى والمصابين من رجال الأمن والمواطنين والمقيمين قد آتت أكلها وأثمرت أمنياً في تجفيف منابع الإرهاب وقطع الطريق على الدوائر المشبوهة في التغرير بأبنائنا من صغار السن والشباب وإغوائهم ببعض الأفكار الشيطانية والتدميرية التي ترتكز على تكفير ولاة الأمر والدولة بحجة موالاتهم للكفار وهو مبدأ باطل لا يستند على النصوص الشرعية الصحيحة من الكتاب والسنة وإنما على مفاهيم ومزاعم مضللة شريرة. فرب ضارة نافعة فهذه المحاولة الفاشلة أثبتت بما لا يدعو للشك مدى التلاحم والتواد بين رموز القيادة وكافة المواطنين وهو ما تمثل في العدد الهائل من المهنئين وبرقيات ورسائل التهاني والتبريكات المرفوعة لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية (حفظهم الله) بنجاة وسلامة سموه.
إن هذه المحاولة الغادرة لهي مؤشر خطير على تغيير التنظيم لخططه وأهدافه الشيطانية التدميرية في استهدافه لرموز هذه البلاد مما يستوجب أخذ الحذر والحيطة في التعامل مع عناصر تلك الفئة ورفع كفاءة التدابير والاحترازات الأمنية لئلا يحدث ما لا تحمد عقباه وإن ما صرح به صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز من أن ما حدث لن يغير منهج الدولة تجاه هؤلاء لمن يرغب منهم العودة والإنابة لا يتعارض مع اتخاذ هذه الإجراءات.
إن الشريط المصور لحديث سمو الأمير محمد مع هذا الضال وبثته وسائل التلفزة والإنترنت ليلة البارحة تجلت فيه أبوة وأريحية وعطف وصراحة سمو الأمير محمد عندما أكد في عفوية - وهو لم يبدر في ذهنه أن يطلع عليه أحد - على حرصه على سلامة المرأة وأطفالها التي سافرت بطريقة غير شرعية إلى اليمن ورجوعهم إلى ذويهم سالمين تاركاً للبقية تقدير الموقف إما في العودة أو عدمها.
وان رباطة الجأش والشجاعة لسموه أثناء الحدث لهو أمر ينبئ بأهلية سموه للمسؤوليات المناطة به ولمشاعر المحبة والفرح التي أعرب عنها المهنئون بنجاة سموه من موت محقق لولا العناية الإلهية. حفظ الله هذه البلاد وقيادتها من كل مكروه ومن شر كل حاسد إذا حسد.
مستشار بمكتب وزير الداخلية