في التاريخ الأممي والشعوبي ومنذ مولد الإنسان اعتبرت الخيانة والغدر شيئاً قذراً وحقيراً لا ينظر لمنتهجهما إلا نظرة استحقار واستهجان حيث إن ذلك مناقض للخلق البشري ومبادئ الإنسانية باختلاف مللها ونحلها.وفي الدين الإسلامي القويم ومنهجه السديد وتعاليمه الراشدة نهي صريح عن الخيانة والغدر ووصف لها بأنها من ذميم الفعل ونواقص الإيمان.
قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) (27) سورة الأنفال. وقال صلى الله عليه وسلم في ذم الخيانة:(آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان).وأمر بالتزام العهد والوفاء به قال الله تعالى: (وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً). وقال (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ كان بينه وبين قوم عهد فلا يحلّن عقداً ولا يشدّنه حتى يمضي أمده أو ينبذ إليهم على سواء).
والنصوص الواردة في ذلك كثيرة جداً.
إنه وحينما ركب الإرهابيون هذه المطية مطية الخيانة والغدر وبأسلوب حقير دنيء وبشكل علني صريح وبشهر مبارك تتنزل فيه الرحمات وتتوجه فيه الأفئدة لطلب المغفرة عن الزلات فكأنما أرادوا أن يثبتوا للناس علانية جهلهم المركب وسوء عقيدتهم وما يضمرونه من حقد وكراهية وتعاليم تتناقض صراحة مع تعاليم الإسلام ومبادئه.. فالحمد لله الذي أفشل جهدهم وحاق بهم (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ).. والحمد لله مظهر الحق وأهله مذل العدو فاضح نهجه.