سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز
حمداً لله على سلامتك وشكراً لله على حفظك ورعايتك
إن جهودكم الجبارة في القضاء على هذه الفئة المجرمة في حق وطننا الغالي كان له وقع كبير في نفوسهم الخبيثة، فرقت شملهم، وحطمت آمالهم وضاقت عليهم الأرض واسودت في وجوههم الدنيا فزاد عويلهم وإن قوة الصراخ من شدة الألم، وما استهداف سموكم الكريم، إلا نتيجة لما قمتم وما تقومون به في محاربة هذه الفئة المجرمة، وهي الآن تصارع سكرات الموت.
سيدي إن الإرهاب في بلادنا غرس شياطين الإنس يرعاها أصحاب أهداف خبيثة، ونوايا سيئة تريد الظفر بخيرات هذه البلاد.
فأفعالهم الإجرامية هي ثمرة لجهودهم التي استمرت سنين وسنين تنفث سمومها في الهواء الطلق، يدخلون علينا باسم عقيدتنا، وديننا فلم ندرك مخالفاتهم وتبث أحقادهم في كل وقت، ومكان مستغلين حبنا للخير، وثقتنا بأبناء وطننا فلم نحس في تلك الأحقاد، وقد كان ذروة أسلوبهم الماكر،وطريقتهم المخادعة.استغلال لجهل، أو سذاجة، أو طيبة قلب وحماس دين لمراهق يتطلع للجنة، ويستعجل الحور العين.
من يخالفهم فهو يبدع، ويفسق، ويعلمن، ويغرب، بل يكفر من يخالفهم في المباح. حتى أصبح الخلاف مع هذه الفئة المجرمة في مسائل الخلاف خروجاً عن الدين يوجب القتل لكل من خالف، وإذا تهاون الحاكم مع المخالف فهو ضال يجب الخروج عليه.
سيدي لقد بادلتم إساءتهم بالإحسان فلم تلن قلوبهم، وقابلتم جرائمهم بالعفو، والنصح، فما زادهم إلا غلواً وتجبراً، لماذا: لأنهم نهلوا العلم من غير أهله، واشربوا من الأعداء كأس الحقد والكراهية لقادة هذا الوطن وشعبه، لقد حجب عنهم العلم الصحيح ومنعت عنهم تعاليم الإسلام السمحة.
سيدي إن امتثالكم لتعاليم ديننا الحنيف في حسن التعامل، وما تعلمتموه، وعودتم عليه من أبيكم، وأعمامكم الأمجاد - حفظهم الله - من إظهار اللين، والمحبة، والتسامح مع الآخرين ظهر على سلوك سموكم وتعاملكم مع المخالفين.
إن هذا النهج والأسلوب في التعامل هو في منتهى الرقي الإنساني لذا أرجو من سموكم الكريم أن تتبنوا خطة شاملة لتعميم هذا السلوك الإنساني الذي يقوم به سموكم، ونشر قيمه في مجتمعنا، وأن تلزم منابرنا المختلفة، من مساجد، وإعلام متعدد، ومناشط مختلفة بأن تنتهج غرس قيم الرحمة، والمحبة، والتسامح، حتى ينعكس ذلك على سلوك مجتمعنا في الحياة، وأن نعمق في مناهجنا، ومناشطنا الدراسية لأبنائنا الطلاب، مدى عظمة قيمة الإنسان وحرمته، وعظمة قيم الاحترام، والمحبة، والتسامح بين الناس لنغرس فيهم السلوك الحميد، ونوعيهم، ونحصنهم ضد من يحاول استغلالهم من أعداء الدين والوطن.
وكما توليتم سموكم الكريم مجابهة هذه الفئة الباغية أمنياً ونجحتم نجاحاً باهراً في تشتيتها وتمزيقها، فإن نجاحكم مؤكد إن شاء الله عند تبنيكم غرس هذه القيم السامية في مجتمعنا، والذي ستحصنه من اختراق هذه الفئات المجرمة بإذن الله.
فسلوككم نريد أن تعلمه في منابرنا ومناهجنا.
إدارة التربية والتعليم - محافظة الرس