رمضان يمتاز على غيره من الشهور بأنه الشهر الذي بعث فيه نبي الإسلام ونزل فيه الأمين بالوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو شهر الوحي وشهر القرآن وشهر الجود والعطاء، إذ فيه يجود الله عز وجل على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، ثم إن أجود الناس وأجزلهم عطاءً وأسخاهم نفساً رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجود ما يكون في رمضان فاجتمع جودان، جود رمضان وجوده صلى الله عليه وسلم.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، وهو لنا قدوة، وقد كان يجود في رمضان، مع ما في هذا الشهر من فوائد لا تحصى ومزايا لا تعد، حيث شرف الزمان، ومضاعفة أجر العمل، والصدقة فيه تعين الفقراء والصائمين القائمين الذاكرين على طاعة الله عز وجل، فيستوجب المعين لهم مثل أجرهم (من فطر صائماً فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء) وإذا كان الله سبحانه يجود على عباده في رمضان بالرحمة والمغفرة، فأولى أن يستحق ذلك أهل الجود الذين يرحمون عباد الله (إنما يرحم الله من عباده الرحماء).
ينضم إلى هذا الفضل العظيم أن الجمع بين الصيام والصدقة من موجبات الجنة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن في الجنة غرفاً يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها، قالوا: لمن هي يا رسول الله؟ قال: لمن طيب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام.