كان هناك أب ليس لديه سوى ولد وحيد وهو صبي شجاع مغرم بالصيد والمغامرة وقد عرف ببطولته في البلد كلها.. وفي يوم من الأيام رأى الأب في منامه أن أسدا يقتل وحيده وحينما أفاق من نومه خشي أن يكون الحلم منبئاً بالمصير الذي ينتظر ابنه. وفي محاولة لمنع الحلم من أن يتحقق بنى الأب جداراً رائعا عالياً حول البيت ومنع ابنه من الخروج ولكي يرفه عنه زين الجدران بصور جميع أنواع الحيوانات بما فيها الأسد! إلا أن الابن ظل يصيح في صورة الأسد: إنه بسببك وبسبب حلم أبي الكاذب بقيت كالحيوان الأسير الضعيف داخل أربعة جدران فكيف يمكن لي أن أتصرف معك؟؟ وفي ثورة غضبه ضرب الحائط بيده وكأنه يريد أن يخلع عين الأسد فدخلت شظية من الحائط تحت ظفر يده فشعر بألم حاد والتهاب في ذراعه حتى المفصل ثم انتابته حمى شديدة ظل يعاني منها طويلا حتى مات.. وهكذا نجد أنه على الرغم من أنها صورة مرسومة فإن الأسد تسبب في موت الصبي وذهبت جهود والده وخططه أدراج الرياح!
(حينما تبني خارجا جدرانا من الخوف حولك وحول من تحب لن تجني سوى ضعف مدمر للداخل، تذكر دوما أن تعمل على التوعية الداخلية فقط).