إعداد - سامي اليوسف:
السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف.
قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم «الصحفي السابق والكاتب الرياضي تركي التركي» فماذا قال..
* بدأت العمل الصحفي في جريدة الرياض، وكنت من الأسماء التي تألقت في دقة الرصد والمعلومة عن الرياضة العالمية ولكن غادرت وسط ظروف غامضة.. لماذا ابتعدت؟
- أشكرك أستاذ سامي على هذه الاستضافة وتحياتي لقراء جريدة الجزيرة الكرام.. لن أتحدث بما يسيء للرياض الكيان الكبير، ولكن اسألوا الأستاذ تركي السديري فأنا ابتعدت لظروف طارئة وعندما زالت تلك الظروف لم أجد الذي يعطيني الضوء الأخضر للعودة.
* ما الدافع الذي جعلك تتخصص في الرياضة العالمية؟
- الكرة العالمية بالنسبة لي عشق أزلي خصوصاً الكرة الإنجليزية وتحديداً نادي ليفربول كنت أعشق كرة الإنجليز، ومعظم من يهتمون بالكرة العالمية كان يعشقون كرة الطليان وأنا عشقت في الإنجليز احترامهم لعملهم وجديتهم، وكنت أرى لو أنهم تخلوا عن شيء من طبيعتهم المحافظة فإنهم سيسيطرون على كرة أوروبا، وهذا ما حدث في النهاية قبل ربع قرن كان الفارق شاسعاً بين كرتنا وكرة أوروبا ولكن حالياً أعتقد أن الفارق تقلص قليلاً.
* هل كان سبب ابتعادك أو إبعادك المقال الشهير الذي انتقدت فيه منهجية إدارة الهلال السابقة في عهد رئاسة الأمير بندر بن محمد وما صاحبها من ردود فعل هلالية.
- لا.. كان هناك سوء فهم والله يشهد أني كنت أقصد قراراً للعزيز صالح النعيمة عندما كان مديراً لكرة الهلال وتحديداً عقاب لاعب شاب تأخر عن التمرين وغض الطرف عن معاقبة نجم لنفس السبب وهناك من استغل ذلك وأقنع الأمير بندر بأني أقصده شخصياً، وبعد فترة التقيت بصاحب القلب الطيب الأمير بندر بن محمد وشرحت له ما حدث وأنا لا أخجل من شيء كتبته فلقد قلت عن كيفية الفكر الذي كان يدير الهلال آنذاك ولكن عدت بعد فترة للكتابة.
* إذن دفعت ثمن جرأتك؟
- الجرأة مطلوبة -يا سامي- في العمل الصحفي طالما أنك تنتقد بأصول وعلم وفكر مستنداً على المعايير المهنية وقيمها المطلوبة، وقبل كل شيء يجب أن يكون النقد من أجل النقد وليس من أجل أشخاص بذاتهم.
* انتقلت ل(الجزيرة) ككاتب أسبوعي بعد تجربتك في الرياض ولم تستمر أيضاً ما الأسباب؟
- بصراحة أيضاً الإجابة تجدها عند أستاذي الذي علمني العمل الصحفي الأستاذ محمد العبدي فهو لا يريد لي أن أكتب دون مقابل وأنا اعتز كثيراً بالكتابة في (الجزيرة) في ظل التميز التي تشهده الصحيفة في المجال الرياضي على وجه التحديد.
* كيف تقيّم تجربتك المهنية في الزميلة الرياض وبماذا أكسبتك هذه التجربة القصيرة في حياتك؟
- استفدت أشياء كثيرة منها حب الناس وشاركت في الكثير من المناسبات لعل أهمها إيفادي لتغطية مونديال فرنسا 98 وكانت تجربة مهمة في حياتي المهنية وأكسبتني فوائد عدة لاشك.
* يقول الإعلامي المخضرم بدر كريم ما أخشاه على الإعلام الرياضي هو ظاهرة التسول الرياضي وإرهاصاته المدمرة للقيم المهنية والأعراف الصحفية ما تعليقك؟
- أولاً دعني أحيي الرائع والهرم الإعلامي الشامخ الدكتور بدر كريّم الذي عايش الإعلام أكثر من نصف قرن من الزمن تعلمت من هذا الرجل الكثير من خلال متابعتي لمنهجيته وفلسفته المهنية، وأنا في المرحلة الابتدائية لبرنامجه الجميل (طلابنا في الميدان) وبالنسبة للتسول الرياضي نحن مجتمع (المعروض والشرهة) وخليها على ربك.
* الساحة الإعلامية الرياضية تشهد كثيراً من التجاوزات والممارسات والسلوكيات الخاطئة التي تخالف القيم الصحفية والأعراف المهنية وانعكاس هذه السلبيات الخطيرة على ثقافة المجتمع بشكل عام برأيك وكيف نوجد إعلاماً راقياً يخدم المنظومة الرياضية بالشكل المطلوب؟
- يمكن حصر هذه التجاوزات والممارسات السلبية في أضيق نطاق من خلال تفعيل الدور الرقابي من الجهات المسؤولة ووضع ضوابط لمن يريد الدلوف إلى بوابة العمل الصحفي أهمها المؤهل الدراسي كشرط أساسي وليس كل من هب ودب هرول في مضمار مهنة المتاعب وهو لا يحمل شهادة الكفاءة المتوسطة وهذه كارثة.
* طالب الكثير إيجاِد أكاديمية رياضية تحت مظلة رعاية الشباب تضخ العلوم الرياضة العلمية المختلفة مثل الاحتراف الرياضي والإدارة الرياضية والتخطيط الرياضي والإحصاء والقانون الرياضي.. ما رأيك؟
- أولاً دعنا نطالب بإبعاد من يستغل نفوذه للمكسب والثراء الشخصي نحن مازلنا في مرحلة البحث عن الطريق نحن في حالة توهان وشتات أتمنى أن تنتهي قريباً.
* كيف ترى دوري المحترفين السعودي (زين) في نسخته الجديدة؟
- أتمنى أن ترفع زين مستوى كرتنا كما توصلك بسرعة الصاروخ لمشارف حدك الائتماني الخاص بشرائحها المفوترة، فشركة زين بحاجة إلى شفافية أكبر في كل تعاملاتها حتى تتمكن من تحقيق تميز أكبر وأشمل، أما موضوع التعامل مع الاستثمار الرياضي وأتصور يا -سامي- أن معظم الأندية تفتقد للعقول العلمية المتخصصة في هذه المجال، أتمنى الاستفادة من الأكاديميين المتخصصين في جامعاتنا للعمل كمستشاريين غير متفرغين للأندية الكبيرة تحديداً طالما أن هناك شبه غياب للمتخصصين في الاستثمار الرياضي واقتصاديات المعرفة في وسطنا الرياضي.
* تعاني معظم الأندية من كثرة الأخطاء التحكيمية بطريقة جعلت رؤساء الأندية يطالبون بحكام أجانب في الدوري برأيك كمتابع كيف نوجد حكاماً محترفين محليين قادرين على إعادة الثقة للحكم السعودي؟
- التحكيم سيظل قضية نعاني من إرهاصاتها طالما أن الحكم السعودي هاوٍ وليس محترفاً! وهذا سبب الإشكالية الأزلية التي تعاني معظم الأندية من تبعاتها لماذا لا يحترف الحكم السعودي كجزء من متطلبات العولمة الرياضية يفرضه واقع الحال؟.. انظر إلى الحكام العالميين وكيف تميزوا في الساحة القانونية لأنهم بالفعل محترفون يعني صباح ومساء تمارين ومحاضرات وتثقيف وتقييم وتنمية فكر قبل كل شيء.. عموماً لن تنتهي هذه المعضلة إلا بفتح بوابة الاحتراف ساعتها سنشاهد حكاماً بمستوى الطموح والآمال التي ينشدها الجميع.
* ماذا تقول لهؤلاء:
* الأمير خالد العبدالله
- إنسان كله رقي أتمنى أن توكل له مهمة تطوير منتخبات المراحل السنية.
* الأمير عبدالرحمن بن مساعد
- رجل يأسرك بدماثة خلقه وطيبته وشعره المميز حبه للهلال (حب عذري) فعلاً أتمنى أن التقي سموه قريباً فهو (عاشق الهلال العذري).
* تركي السديري
- تركي العبدالله هو أستاذ لي وتركي الناصر صاحب قلم عذب كالشهد وحاد كالسيف.
* الشيخ عبدالرحمن بن سعيد
- هذا الرجل يعجز اللسان عن وصفه، نبضات قلبه تدق متناغمة بحب الهلال.. لو كان أبو مساعد إيطاليّاً لشاهدنا له مئات التماثيل. أتمنى من الأمير عبدالرحمن بن مساعد تبني مشروع تكريم يليق بتاريخ هذا العملاق.. قد لا يعرف الكثيرون أن أبا مساعد من حفظة كتاب الله وأسهم بماله في عمارة الكثير من بيوت الله.
* عبدالله الضويحي
- أبو بدر كاتب ذو أسلوب شمولي عندما يتناول قضية يشبعها بحثاً بأسلوب غاية في السلاسة.
* أحمد المصيبيح
- أستاذ أعتز بمزاملته هو حالياً عاتب عليّ بسبب مقلب أبيض، تحياتي للعزيز أبي تركي كان هو ومحمد العبدي ثنائياً في الرياض مثل سامي الجابر ويوسف الثنيان في الهلال.
* خلف ملفي
- أنشط صحفي وصاحب قلب أبيض من الثلج.
* عادل عصام الدين
- صاحب نهج خاص في الكتابة ولدية قدرة على إطلاق الألقاب على العديد من نجوم الكرة.
* البطاقه الشخصية؟
- تركي عبدالله التركي.. بكالوريوس أدب إنجليزي.. موظف حكومي بالمرتبة التاسعة.