حينما أعلنت وزارة الثقافة والإعلام تأسيس جمعيات لثلاثة فروع من الفنون الجميلة هي التشكيلية والخط العربي والتصوير الفوتوغرافي، توقع الجميع التفاف أصحاب كل فرع على جمعيته ومع ما أسمعه من أعضاء الجمعيتين (الفوتوغرافية) و(الخط العربي) من تدني الإقبال عليها، إلا أنني لا أجزم بحقيقة ما سمعت إلا بما يخص جمعية التشكيليين وذلك من خلال عملي المباشر بها التي كان وجودها جزءا مهما من أمنيات المنتمين إلى هذا الفن تجاه إبداعهم حيث تتردد الحديث عن تلك الأمنية كثيرا على ألسنتهم في كل مناسبة تجمعهم قبل إقرارها، أستطيع القول: إن مقر الجمعية لم يحظ إلا بزيارة تشكيليين يعدون على الأصابع يحمل لهم أعضاء مجلس إدارة الجمعية كل التقدير، هذا الموقف أو التخلي إن صح التعبير ناتج عما تعيشه الساحة من تكتلات وتحزبات وشللية كما يسميها الكثير ويعترف بها الجميع.. أحدثت تفككا وبعثرة للساحة، يرى بعضهم أن وجودها يشكل منافسة لمن لم يكن له مكان فيها، وأن هذا التوجه يعد أحد أهدافها مع أننا مع المنافسة الشريفة التي تحفز وتحرض على العطاء ولا تفرق الشمل مع ما نأسف له من حدوث خلافات بين أعضاء بعض تلك الجماعات، مؤملين ألا تصل إلى توقفها لكونها رافدا مهما يمكن به لم شمل الساحة في حال صدق النية لدعم الجمعية الأم التي لم تتلق من تلك الجماعات إلا القليل من رغبة أعضائها الانتساب إليها وهذا دفع بمن تفضل وسجل وقدم الاشتراك إلى الجمعية ووجد تقدير المسؤولين فيها وفي وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام عند رفع البيان إليها.
هؤلاء الذين أصبحوا الآن الأعضاء الحقيقيين في الجمعية بعد استلامهم بطاقة العضوية يتساءلون عن بقية زملائهم خصوصا المؤسسين التي تسرب الحديث عن أن بعضهم يرفض دفع الاشتراك ولا يعير الجمعية أي اهتمام، ومن المؤسف أن لدي كثير من الشواهد لزملاء نلتقي بهم كثيرا ولهم موقع قدم وقيمة إبداعية في الساحة ومع ذلك لم يتحرك لديهم الشعور بخدمة جمعيتهم التي تعتمد كليا على مواقفهم وتستمد قوة دفعها نحو المستقبل بما تجده منهم من اهتمام ومتابعة ومشاركة.
هذه الجفوة أو التباعد أو التهميش من أكثرية التشكيليين لجمعيتهم لم يعد سرا مع أن ليس له أي مبرر بقدر ما يحملهم المسؤولية الوطنية فالجمعية لست لفرد أو أنها مؤسسة أو شركة يمتلكها أفراد بقدر ما هي للجميع والكل مطالب بدعمها ومثل هذا التراجع يكشف تدني مستوى وعي التشكيليين بما قدم لهم من اهتمام من الدولة ممثلة في وزارة الثقافة والإعلام التي كانت تتوقع إقبالا واهتماما بالجمعية منقطع النظير من التشكيليين.. ولكن!!!.
MONIF@HOT MAIL.COM