Al Jazirah NewsPaper Friday  18/09/2009 G Issue 13504
الجمعة 28 رمضان 1430   العدد  13504
إضافة تحسب لوكالة الشؤون الثقافية
معرض الشباب فرصة لإثبات الذات والتقدم بخطوات واثقة

 

متابعة - محمد المنيف

مع أن موضوع الحديث عن المعرض الأول للشباب الذي افتتح في نهاية شهر يوليو الماضي بقاعة الأمير فيصل بن فهد للفن التشكيلي بمعهد العاصمة النموذجي بالرياض جاء متأخرا، إلا أنه لا يزال في ذاكرة من مروا به أو سمعوا عنه، وأهم من ذلك بقاؤه في وجدان الشباب المستهدفين به، حيث شارك فيه اثنان وستون من بينهم تسع وأربعون تشكيلية أي بأكثرية لا منافس لها من قبل التشكيليات أمام التشكيليين في المجموع العام.

ومع أن فكرة إقامة معرض خاص بالشباب لم تكن وليدة اليوم أو أن ما قام به قسم الفنون التشكيلية بإدارة النشاطات بوكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام لا يعد حدثا فريدا، فكثير من المعارض الخاصة بعطاء الشباب تقام في مختلف دولنا العربية وكان لمجلس التعاون الخليجي دور في هذا الجانب الذي يخدم فئة مهمة في الساحة التشكيلية، حيث أقيم عام 85م أول معرض تشكيلي لشباب المجلس قدم فيه عدد كبير من الأعمال مثلت المملكة فيه الرئاسة العامة لرعاية الشباب قبل انضمام الثقافة لوزارة الإعلام. لكن هذا التحرك وهذا التوجه من وكالة الشؤون الثقافية يعد إضافة جديدة الى الساحة المحلية تحققت به الرغبة القديمة في نفوس الكبار من التشكيليين والشباب والموهوبين، وذلك للعديد من الأسباب من أبرزها أن يمنح الشباب فرصتهم في كسب الجوائز والتعريف بعطائهم بعيدا عن مزاحمة أصحاب الخبرات السابقة من كبار التشكيليين خلال مشاركتهم في المعارض الجماعية أو المسابقات المماثلة، إضافة إلى منح هؤلاء الشباب الفرص الإعلامية التي كانوا مهمشين فيها عند مشاركة الفنانين المعروفين على الساحة واستحواذهم على الإعلام. كما أن في تخصيص هذا المعرض لهذه الفئة الشبابية ما يجبر التشكيليين الكبار (خبرات وحضورا) على الساحة منذ تأسيسها الذين ابتعدوا نتيجة اختلاط الحابل بالنابل على العودة من جديد وإثراء الساحة بإبداعاتهم التي أصبح لها حضور عالمي وتحقق لأصحابها أساليب تميزوا بها استخلصوها من ممارسة إبداعاتهم على مدى سنوات وصل بعضها إلى ما يزيد على الأربعين عاما، ليكون لهم معارض منتقاة تجمع الاسم والخبرة وتكون ذات صفة تتناسب مع مسيرتهم.

إثبات الذات

تسمية المعرض بمعرض الشباب اجزم بأنه حرك مشاعر هذه الفئة المهمة في الساحة التشكيلية التي كادت أن تكون رمادية اللون؛ لوقوعها بين مرحلة الموهوبين والكبار فلم يعد لها هوية أو صفة أو موقع واضح، فجاء المعرض ليحقق الأمنية كما أشرنا ويمنح هؤلاء الشباب الثقة في النتائج التي سيحصلون عليها في هذا المعرض بمنافستهم لمن هم في جيلهم وقدراتهم.

الخطوة نحو المعاصر

الحقيقة أننا وعلى الرغم من تفاؤلنا بالمعرض وأمنياتنا أن يستمر ويقام في موعده السنوي، إلا أننا ما زلنا نجهل ما يعنيه هذا المعرض وما الخطوة التي تلي مشاركة الشباب فيه وماذا سيكون مستوى حضورهم في المعارض الأخرى؟ فكثير من الأسماء التي شاركت في معرض الشباب كان لها حضور في المعاصر أيضاً وهذا أمر ما زالت حلوله معلقة ونعني به خصوصية المعاصر ونوعية الأعمال المشاركة فيه، وماذا يعني الاسم الذي يحمله، هل هو مخصص للفنانين الكبار إذا سلمنا بتسمية معرض الشباب بانه يخص الشباب، لقد طالبنا كثيرا بأهمية وضع شروط لكل معرض لا يحق للفنان أن يتجاوز معرضاً إلى آخر إلا بعد أن تكتمل لديه تلك الشروط، ولهذا نرى أن في استحداث هذا المعرض مرحلة مهمة في التصنيف وإعادة النظر في الماهية والمفهوم بين معرض وآخر؛ لئلا نعود من جديد لخلط الأوراق فنجد من شارك هناك يشارك هنا؛ ما يضعف مستوى المعارض ويجعلها مكررة لا فرق بينها في مستوى الأعمال والخبرات. فالواقع التشكيلي يحتاج إلى إعادة نظر وتشكيل جديد في الكيف والكم لتغطية حاجات هذا الزخم الكبير الذي تعيشه الساحة، حيث لا تجد فيه إلا القليل مما يستحق الاهتمام.

نعود لمعرض الشباب الذي شارك فيه نخبة كبيرة تنوعت في أعمالهم القدرات والإمكانات، البعض منهم تجاوز مرحلة التجريب المبدئي إلى امتلاك الأسلوب وهناك من لا يزال يتحرك في حدود التقليد والمجاراة والمحاولات الهادئة التي اشك في استمرار الكثير منها، آمل أن تستبعد في المعارض القادمة أي أعمال مستنسخة أو قديمة.

(اللوحات المنشورة من المعرض الأول للشباب)



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد