د. حسن الشقطي
تمكن المؤشر العام للسوق هذا الأسبوع من الإغلاق عند 5948 نقطة رابحاً 235 نقطة، ويعد هذا الأسبوع هو الرابع والمتمم من شهر رمضان، بحيث يكون المؤشر قد ربح 325 نقطة، وهو إنجاز لم يكن يتكرر كثيراً في أشهر رمضان الماضية، إلا أنه مع ذلك، فقد لوحظ تدني معدلات السيولة المتداولة في شهر رمضان الحالي على أدنى مستوى لها.. بل لوحظ تدني معدلات المضاربة في هذا الشهر الذي كانت تزداد فيه معدلات المضاربة عن غيره من الشهور.. كما لوحظ خلال هذا الشهر ارتفاع وتيرة الحملات الإعلانية والدعائية حول الشركات المتداولة في السوق لدرجة أنه من النادر أن تجد شركة لم تعلن عن نفسها، فما هو تأثير ذلك ولماذا ارتفعت وتيرة هذا الحملات خلال الآونة الأخيرة؟ وما هو تأثيرها على المتداولين لأسهم هذه الشركات؟
المؤشر يربح في رمضان 325 نقطة
تمكن مؤشر السوق من إنهاء شهر رمضان الكريم بربحية لنحو 325 نقطة، وذلك رغم التراجع الكبير في مؤشرات حركة التداول، وبخاصة تدني معدلات السيولة المتداولة، التي وصلت يومياً في المتوسط إلى حوالي 2.7 مليار ريال، وهو معدل متدنٍ.. كما أن الكمية المتداولة خلال كامل الشهر لم تتجاوز 1.9 مليار سهم مقارنة بمستويات لم تكن تقل عن 2.9 مليار سهم على سبيل المثال في شهر أغسطس الماضي.
تغيير الصورة الذهنية للمتداولين والحملات الدعائية المبالغ فيها
تمكنت هيئة السوق المالية من تغيير الكثير من السلوكيات الخاطئة لدى الشركات المتداولة، بشكل مكنها من حوكمة إدارات هذه الشركات بشكل انضبطت معه العديد من تصرفاتها التي كانت تتسبب في الإضرار بمتداولي أسهم هذه الشركات.. ومن أبرز هذه الأمور التي انضبطت طريقة إعلان الشركات عن نتائج أعمالها التي أصبحت تعلن بشكل متشابه ويصعب فيه التدليس أو التورية في الألفاظ أو العبارات.. إلا أن الشركات المتداولة يبدو أنها لجأت إلى الحملات الدعائية العامة للتأثير على صورتها الذهنية لدى المساهمين فيها أو المتداولين في سوق الأسهم بوجه عام.. فقد كثرت الحملات الدعائية للشركات سواء بالصحف أو الإذاعة أو التليفزيون، وللأسف فإن هذه الحملات تمتلك تأثيراً كبيراً على متداولي الأسهم، لدرجة أن الفرد قد ينخدع برسالة دعائية معينة ويبني عليها صورة غير حقيقية لوضع الشركة نتيجة المبالغة في الألفاظ أو العبارات التي تعزز صورة الشركة أو تسعى لتغييرها بشكل غير حقيقي.. وقد توصلت إحدى الدراسات الحديثة إلى أن الإعلانات المدفوعة قد تضر بالثالوث الاقتصادي المتمثل في حرية الصحافة والقيمة المقدمة للمستهلكين (المساهمين) ضرراً بالغاً.. لذلك، فإنه في اعتقادي فإن هناك مطلباً ضرورياً في بيئة اليوم وهو حوكمة وضبط الحملات الدعائية للشركات المتداولة في السوق، بما لا يسمح بخداع المتداولين أو التأثير عليهم بشكل لا يتناسب مع الواقع الحقيقي للشركة.
شراء في سابك
أشرنا في تقرير الأسبوع الماضي أننا لاحظنا وجود شراء في قطاع البتروكيماويات ككل.. وهذا أصبح واقعاً هذا الأسبوع، إلا أننا أو أي من المحللين لا نستطيع القول بأن هذا الشراء جاء من قبل المستثمرين الأجانب، لأن ذلك قد يؤدي إلى نوع من إضفاء صفة الشراء الاستثماري عليه.. بما قد يتسبب في خداع بعض المتداولين بأن السوق على وشك حدوث طفرة أو طلب عال، وهو ما لا يوجد أي دليل عليه.. نعم هناك تركز في الطلب على سابك وبعض أخواتها من البتروكيماويات، ولكن هذا الطلب في مثل هذه الفترة يمكن تفسيره بأنه تجميع للمضاربة على فترة ما بعد العيد والتي ستبدأ فيها بورصة المضاربات على نتائج أعمال الشركات للربع الثالث، وقد اعتدنا أن يصبح فيها سهم سابك لاعباً رئيساً، وبخاصة مع التأخر النسبي لصدور نتائج سابك.. وبالتالي فإنه ينال فترة أطول في المضاربات، وسعره غالباً ما يتحرك في مدى زمني أطول خلال هذه الفترة، وبالتالي فإن مدى جني الأرباح في سابك أصبح مرتفعاً للمضاربين المحترفين.
محلل اقتصادي
Hassan14369@hotmail.com