Al Jazirah NewsPaper Friday  18/09/2009 G Issue 13504
الجمعة 28 رمضان 1430   العدد  13504
الغادر معثور
حسن بن حسن بن علي آل خيرات

 

ما حصل لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف حدث ممقوت في كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة. والذي يقرأ الحدث يجد أنّ محاولة الاغتيال الفاشلة التي أبطلها الله تعالى ليست مجرّد اغتيال لشخص الأمير، وإنما هو اغتيال للمنهج الذي تسير عليه هذه الدولة حرمها الله واغتيال لحامليه وهو منهج السلف الصالح، وأعني بهم الصحابة الكرام ومن سار على نهجهم حتى يرث الله الأرض ومن عليها. أقول: إنّ الذين يحاربون الدعاة الذين يحملون منهج السلف الصالح ويغتالون فكرهم ومنهجهم وذلك يتمثل في تمزيق إعلانات المحاضرات من على أبواب المساجد وحبس فسح المحاضرات التي تحارب الفكر الضال في الأدراج حتى ينتهي الوقت أو لم يبق منه إلاّ زمن يسير وإذا عوتبوا في ذلك قالوا: أحسن الظن ونحو ذلك وهم من هذه الفئة. أقول: إنّ الفكر الخارجي أصحابه معروفون بطباعهم اللئيمة منذ ظهور الإسلام. فقد اعترض زارع بذرتهم الأولى على رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان يقسم الفيء يوم حنين. وقد استمر شرهم حتى قتلوا الخليفتين الراشدين عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما وحملتهم شبههم الفاسدة على تكفير أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، وقد وصفهم عليه الصلاة والسلام بأنهم كلاب أهل النار، وقال: طوبى لمن قتلهم وطوبى لمن قتلوه. وكان من أجلّ مناقب الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه قتالهم والفتك بهم. فهم شر قتلى تحت أديم السماء وهم شر الخلق والخليقة. وأن خير قتيل من قتلوه. ولهذا جاء في مواساة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للأمير محمد بن نايف عقب الحادثة قوله له: إنّ ما أصابك من أجل دينك شرف وأجر أو نحو ذلك.وهذه الفئة تظهر في كل زمان ولكن وعدنا الذي لا ينطق عن الهوى محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: كلما ظهر منهم عنق قطع حتى يظهر في عراضهم الدجال.ولهذا لا يستعجب أن يتربصوا بالخيرين القائمين على أمن هذا البلد من أمثال محمد بن نايف الذي وهب نفسه وجهده ووقته لمعالجة هذه الفئة والحلم معهم ومواساتهم وأهلهم وتلمّس احتياجاتهم لعلهم يرشدون ويثوبون إلى طريق الحق والصواب، ولكن عندما تكون السجية فاسدة فإنه لا ينفع معها المعروف كما قال الشاعر:

ومهما تكن عند امرئ من خليقةٍ

وإن خالها تخفى على الناس تُعلم

والذي أقدم على هذه الفعلة الشنيعة التي وقّى الله الأمير شرها ومن أفتاه أو أقرّه أو برّر فعله لا يخلون من الآتي:

1- الفاعل قاتل لنفسه وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قتل نفسه فهو في النار).

2- حاول قتل نفس بريئة مسلمة وحرمة نفس المؤمن أعظم عند الله من حرمة الكعبة.

3- انتهك حرمة شهر رمضان المبارك.

4- هذا الفعل علامة من علامات النفاق فهو قد حدث وكذب حيث ذكر أنه جاء مسلماً لنفسه وتائباً من عمله السيئ ووعد فأخلف حيث وعد بالرجوع عن فكر الخوارج الضلال وأيضاً أؤتمن فخان فحسبنا الله ونعم الوكيل.

5- الأمير أحسن إليه وفتح له بابه واستضافه ولكنه قابل ذلك كله بالإساءة وتنكّر للمعروف. والمتابع لمواقف الأمير محمد والمخلصين في هذه الدولة مع هذه الفئة يجد أنهم حرصوا كل الحرص على مناصحتهم ودعوتهم بالحسنى والعفو لمن جاء تائباً، فكل هذه الأعمال المباركة جعلت من بعض الدول الكبرى تعجب بهذه الطريقة الفريدة وحرصوا على الاستفادة منها.

وإنّا إذ نحمد الله تعالى على سلامة سمو الأمير محمد بن نايف من هذا المكر الذي راح ضحيته صاحبه وأمره إلى الله.

لنستنكر هذا الفعل. ويجب على الجميع كلٌ على حسب طاقته الوقوف مع الدولة لتحقيق الأمن والأمان للوطن ومقدسات الإسلام من المفسدين العابثين وأوصي بالآتي:

1- الحرص كل الحرص على تجفيف منابع هذا الفكر وذلك بسحب الكتب والأشرطة التي تغذي هذا الفكر من المكتبات والمدارس والجامعات وغيرها.

2- قيام الآباء والأمهات بمراقبة الأبناء والبنات ومعرفة مدخلهم ومخرجهم ومع من يمشون وأين يذهبون حتى لا يكونوا ضحية للمفسدين.

3- تسمية أصحاب هذا الفكر بالاسم اللائق بهم فهم خوارج بل شر من الخوارج القدامى، فقد ضم هؤلاء إلى خارجيتهم نظرية (ميكافيلي) وهي الغاية تبرّر الوسيلة.

4- تعليق فتاوى هيئة كبار العلماء التي تحذر من الجماعات والتحزب والخروج على ولاة الأمور على أبواب المساجد ليطلع عليها الصغير والكبير، فإنّ هذه تكاد تكون معدومة في المساجد إلاّ ما ندر وربما تعلق فتغتالها أيدي الخوارج بالتمزيق كما سمعنا.

5- على أئمة المساجد التصريح بهم وعدم التلميح وبيان حكم الشرع فيهم مع بيان وسائلهم التي يعتمدون عليها.

6- توعية رجال الأمن بجميع فئاتهم بهذه الفئة وأن يقوم على تعليمهم رجال عرفوا بصحة المنهج ويوضح لهم بأنهم على خير عظيم في مقاتلة هذه الفئة وتذكيرهم بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: طوبى لمن قتلهم وطوبى لمن قتلوه. وقوله عليه الصلاة والسلام: خير قتيل من قتلوه.

وتذكيرهم بما فعله الخليفة الراشد علي رضي الله عنه مع هذه الفئة الضالة ولذلك اعتبر أهل السنّة والجماعة قتال علي رضي الله عنه لهؤلاء من أجلّ مناقبه.

7- توعية الناس عامة بأخذ العلم عن أهله الذين عرفوا بسلامة العقيدة والمنهج.وقى الله بلادنا وبلاد المسلمين شر هذه الفئة وجعل كيدهم في نحورهم وحفظ لهذه البلاد قائد مسيرتها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده ونائبه الثاني وكل مخلص لدينه وأمته ووطنه.

*القاضي بالمحكمة الجزئية بجازان



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد