مكة المكرمة - «الجزيرة»
ثمن فضيلة الشيخ العلامة الدكتور يوسف بن عبد الله القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدور الكبير الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في خدمة المسجد الحرام والمسجد النبوي والمشاعر المقدسة.. وقال: إن المملكة تبذل كل الجهود لرعاية الحجاج والمعتمرين والزوار، والحفاظ على راحتهم.
وأضاف القرضاوي قائلاً: إن الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - يحرص في كل عام على الالتقاء بالعلماء والوجهاء والمسؤولين، وأؤكد أن خطواته - حفظه الله - سباقة في الخير للإسلام والأمة الإسلامية، ولا يكتفي - حفظه الله - بلقاء من يوحد هذه الشخصيات في موسم الحج، بل يصر على أن يدعوهم ويلتقي بهم، ويتدارس معهم في شؤون الأمة الإسلامية بروح الأخوة والمسؤولية، تحوطهم بركة المكان وبركة الزمان، وهذه بادرة كريمة، ولفتة إيجابية طيبة نسأل الله أن تؤتي أكلها، وان تكون في ميزان خادم الحرمين الشريفين.
وزاد الشيخ القرضاوي قائلاً: لقد وصف الله هذه الأمة بأنها أمة واحدة {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً}، وهذه الوحدة أو الواحدية، تتجسد في إيمانها برب واحد، وبنبي واحد، وبكتاب واحد، وبمرجعية واحدة، ووحدة المفاهيم الكبرى، كما نلمس ذلك في وحدة القبلة، ووحدة الشعائر، ووحدة القيم، ووحدة المفاهيم الكبرى، ووحدة الآداب العامة، إضافة إلى وحدة المصير، ووحدة المصالح.. كما ربط الله بين أبناء هذه الأمة برباط الأخوة الإيمانية، فقال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، {فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}، وفي الحديث الصحيح: المسلم أخو المسلم.
واستمر فضيلته قائلاً: وقد هيأ الله لهذه الأمة من الفرص المفروضة والمندوبة ما يثبت هذه الوحدة ويؤكدها، حيث يجمع ممثلين لها بمختلف أقطارها وألوانها وشرائحها في صعيد واحد، هو أشرف بقاع الأرض، وأوصلها نسباً بالله تبارك وتعالى، وهو حرمه الشريف، حول بيته العتيق ومسجده الحرام، وذلك في موسم الحج من كل عام، وموسم العمرة الرمضاني في كل سنة.
وأبرز الشيخ القرضاوي - الذي يزور المملكة حالياً لأداء مناسك العمرة بناء على الدعوة التي تلقاها فضيلته من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد مع عدد من علماء المسلمين - أن الله سبحانه وتعالى خص المملكة بأنها أرض الحج والعمرة، وفيها أفضل مسجدين على الأرض من المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها: المسجد الحرام بمكة المكرمة، والمسجد النبوي بالمدينة المنورة.
وقد اعتاد عاهلو المملكة أن ينتهزوا التجمع الإسلامي السنوي، وخصوصاً في الحج، ليجتمعوا بكبار الشخصيات الإسلامية من العلماء والوجهاء والمسؤولين.
وأثنى فضيلة رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على ما تقدمه حكومة المملكة من جهود لخدمة المسلمين، وقال: حسبي هنا أن أشيد بشيء لمسته هنا، وهو التوسعة الجديدة للمسعى، فقد شاهدت حين سعيت بين الصفا والمروة بالسعة والراحة والسكينة، التي تعين المسلم على حسن العبادة، بدل الزحام والضيق والتصادم، لقد أديت العمرة ليلة الجمعة وفي العشر الأواخر، وكنت مستريحاً تماماً - ولله الحمد -، وأذكر أني منذ نحو عشرين عاماً قضيت نحو أربع ساعات على العربة في ذلك الممر الضيق، والعربات لا تتحرك من شدة الزحام، لافتاً في هذا السياق إلى أنه في كل سنة نجد إضافة جديدة تتعلق بمناسك الحج، وحسبنا هنا ما وقع من تطوير هائل في منطقة رمي الجمرات، حتى أصبح شيئاً آخر، لا يحس الحاج بصدام ولا زحام، إلى صفوف الناس تحت الأقدام.. فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.