تتمتع اليمن بموقع استراتيجي هام يجعلها خاصرة للجزيرة العربية ومنطقة الخليج العربي، ويعد استقرارها مهماً لهذه المنطقة، وربما أيضاً لمنطقة الهلال الخصيب والشام. الحرب الدائرة رحاها في اليمن في هذه الأيام لا تحقق هذا الاستقرار أولاً وثانياً؛ فهي تضعف من قدرات اليمن كبلد ضعيف اقتصادياً، وتجعله يبدد أموالاً هو أحوج ما يكون إليها لاستخدامها في عمليات التنمية والتعليم، وبغض النظر عن مسببات هذه الحرب، سواء من دعوات الانفصال التي خرجت مؤخراً أو الوضع الاقتصادي أو الفقر أو أحزاب المعارضة أو مطالب الحوثيين وآرائهم أو التدخل الخارجي، فإنه يحزننا ويقلقنا في آن واحد أن نرى الإخوة وأبناء الوطن الواحد يتقاتلون بهذا الشكل وبهذه الشراسة.

إن المناظر القليلة التي نشاهدها على شاشات التلفاز لهذه الحرب تظهر أن هناك حرباً حقيقية ومواجهات عنيفة تدور بين الطرفين تستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وهذا لا يصب إلا في مصلحة أعداء الأمة العربية والإسلامية ويحقق مصالحهم ومطامعهم وأمانيهم في أن تبقى هذه الأمة ممزقة متفرقة.

وربما يكون البحث عن عوامل نشوء هذا التصادم العنيف وهذه الحرب المدمرة بداية للحل وحقن دماء الإخوة، خصوصاً في هذا الشهر الكريم وقرب قدوم عيد الأضحى المبارك واحتفال الأمة الإسلامية بهذه المناسبة المباركة.. أليس هذا أدعى بنبذ الفرقة والخلاف والاقتتال.

قد يكون هذا الطرح تبسيطاً لما هو حادث الآن في هذا البلد الشقيق، ولكننا نريد أن نرى اليمن يمن العراقة والتاريخ والخضرة والبن وجمال الطبيعة والسواحل سعيداً كما كان دائماً، ونريد يمن الإسلام والعروبة والحضارة أن يبقى خاصرة مزدهرة للأمة العربية الإسلامية.. وعلى الله الاتكال.