الجزيرة - عبدالله البراك
مع اقتراب عيد الفطر المبارك اقتنص بعض الشباب هذه المناسبة واتجهوا إلى تسهيل مهمة المزكين من خلال توفير زكاة الفطر أو ما تسمى بالفطرة قريبة من المزكين.
(الجزيرة) التقت ببعض هؤلاء الشباب، ومنهم أيمن الفوزان الذي كان يقف بجوار سيارة تحمل كميات من الرز. يقول الفوزان: اعتدت على هذا العمل منذ حوالي 3 سنوات، في الأولى كنت متفرجاً وفي الثانية عملت بالبيع .. ولا يبدأ موسمنا إلا قبل عيد الفطر بخمسة أو ستة أيام، وتحديد مكان البيع نتوصل إليه بعد عدة تجارب، ولكن مكاننا هذا اعتبره الأفضل خاصة وإننا بجانب الجمعية ونعرض بضاعتنا على أرض تعود ملكيتها للجمعية فلا يتم مضايقة أحد.
وعن أنواع الزكاة قال الفوزان: نحن نوفر الأرز وهو الأكثر رغبة أما من الناحية الشرعية فالزكاة تكون في أوسط ما يأكل أهل البلد، ولكننا لا نقدم إلا الأرز.
وعن المصاعب والمشاكل التي يواجهونها قال: في العام الماضي واجهنا مشكلة في أن سيارة الجمعية اضطرت لأن تغادر في حوالي الساعة الثانية عشرة ليلاً ونتمنى هذه السنة أن يمدد وقتها نظراً لأنّ أغلب المزكين يأتون بعد الساعة الثانية عشرة ليلاً إلى ما قبل صلاة الفجر.
أما خالد السنيدي الذي يعتبر من أقدم من التزم بهذه المهنة في الشباب المتواجدين فقد التقيناه مع مجموعه من الشباب وهم عبد الله السليم ومعاذ الدسيماني وعبد الله السلامة وعبد الله العجلان وجميعهم اشتركوا في شراء بضاعتهم من الأرز وعرضها للمزكين. وعند سؤالهم لماذا اختلف النوع الذي يعرضونه عن صاحب السيارة التي تسبقهم، قال السنيدي وهو أكبرهم: اختلفت النوعية لسببين، الأول وهو التغيير والثاني توفير عدة منتجات بفوارق سعرية تناسب إمكانيات المشترين، أضف إلى أننا نتعامل مع وكيل متعاون وافق على إرجاع الكميات الفائضة.
وقال السنيدي انه ينصح الشباب بالاستفادة من هذه الأوقات والمواسم الزراعية والدينية وتوفير احتياجات الناس بأسعار منافسة توفر للطلاب مصدر دخل إضافياً ويعتبر جيداً إذا عرفت أن مكافأتنا كطلاب تقارب 9600 ريال سنوياً، ومع هذا الموسم نكون قد وفرنا حوالي 4500 ريال إضافية، ومع المواسم الأخرى مثل التمر وغيرها نوفر مبالغ طيبة، وبغض النظر عن الفائدة المادية هناك فوائد أخرى مثل الاعتماد على النفس وتعلم أصول البيع والشراء وغيرها من المهارات ولا يخفى عليك الفائدة الأكبر وهي تمضية أوقات الفراغ بما ينفع والابتعاد عن بؤر الفساد.
عبد العزيز النغيمشي شاهدناه يقف بسيارته وكان آخر الواصلين واتجه إلى موقف وجهز سيارته الخاصة للعرض ومول صاحبه في السيارة المجاورة، توجهنا إليه واستفسرنا عن سبب ذلك التعامل قال: نحن ثلاثة شباب وتشاركنا في هذا العمل برأس مال يقارب الثمانية آلاف واخترنا أن تكون بضاعتنا من الأرز ذي الدرجة الأولى وتم الاتفاق مع الوكيل على إعادة البضاعة التي لم تصرف وعند سؤالنا عن مصادر التمويل، قال النغيمشي من مكافآت الجامعة وكذلك مبالغ نستلفها من الأهل ونسترزق الله بها وأثناء حديثنا معه انصرف إلى أحد زبائنه.
وأثناء جولتنا حضر الشيخ عبد الله الزامل رئيس الجمعية الخيرية بحي الفيحاء الذي تجمهر حوله الشباب وشكلوا حلقة كبيرة، وعندما وقف بدأ بفحص احد الأكياس المعروضة من قبل أحد الباعة ومن ثم بدأ بشرح آلية تنظيم استقبال الفطر من قبل الجمعية وتقسيم المكان بينهم وبين الجمعية وتنظيم آلية عرضهم بحيث لا يكون فيها تجاوزات على حقوق الطريق أو على أخلاقياته، وطالب من كانوا يعرضون بضاعتهم على الشارع بالدخول إلى الأرض وإفساح المجال للسيارات للعبور، دون أن يعرضوا أرواحهم وأرواح الآخرين للخطر، وان يلتزموا بثقافة المسلم التي تدعو إلى إعطاء الطريق حقه من غض للبصر وإفساح المجال والمحافظة على نظافة الطريق.
وخلال نصحه للشباب الباعة وجهت له الجزيرة سؤالاً عن آلية استقبال زكاة الفطر، وأجاب الشيخ الزامل بأن هناك عدة مواقع تقف فيها سيارات الجمعيات ويتم استقبال الزكاة هناك.
وأضاف: كما يجب أن نحذر من تسليم الزكاة إلى من لا يستحقها أو المحلات أو الباعة الذين يدّعون توصيلها إلى الجمعيات الخيرية، حيث ثبت لنا العام الماضي قيام بعض الباعة بعرض خدمة توصيل الزكاة إلى الجمعية نيابة عن المزكي وعندما يعطيه المزكي ثقته ويذهب في طريقه يعود ويبيعها مرة أخرى دون أن يراعي حق المزكي أو حق الفقير أو حق الجمعية ولا حتى حق الله ومخافته، كما ورد إلينا قيام بعض النساء بطلب الزكاة ومن ثم بيعها وفي هذا تبديد لأموال المزكين وعاد الزامل يشير إلى أن من الجميل أن نرى الشباب يستثمر أوقات فراغه بما هو مفيد لهم ولمجتمعهم، والواجب عليهم أن يراعوا تعاون الجمعية معهم خاصة وأنها أفسحت لهم مجالاً في الأرض التي تمتلكها والتي تستقبل فيها الزكاة وأن يحافظون على سلامة المرور خاصة وان الأرض تعتبر على تقاطع حيوي وبجانب سوق نسائي كبير فأي مخالفة فيه تتسبب بأزمة مرور وعلى الباعة الابتعاد عن الشارع واستغلال الأرض دون أن يتم رمي أي مخلفات فيها والمحافظة على نظافتها، وعاد ليذكرهم بتقوى الله والحذر من الغش والتدليس.