تقدم فاروق حسني منافسيه باثنين وعشرين صوتاً وحصل من يليه على سبعة أصوات, لكن هذا لا يعني فوز المرشح المصري العربي المسلم الذي قضى حياته متقلباً بين الإبداع كفنان تشكيلي ووزارة الثقافة.

ما زال ثمة لوبي يهودي يتربص بحلمنا الجميل، لكن على مدير عام اليونسكو المنتظر ألا يخشى هذا اللوبي وألا يعتذر له عن أي شيء بدر منه، فإن الحسنة البارزة لفاروق حسني هي موقفه النبيل مع الشعب الفلسطيني وموقفه الصارم تجاه التطبيع بكل أشكاله ولا شك أن عبارته الشهيرة التي قالها في البرلمان المصري والتي وعد فيها أنه سيحرق أي كتاب إسرائيلي إن وجد في مصر، في موقف واضح من التطبيع الثقافي، هذا الموقف هو الذي دفع كل الدول العربية والإسلامية للتصويت له وتجاهل المرشح الجزائري.

اليونسكو منظمة عالمية فقدت كثيراً من قيمتها، تأثيرها الثقافي محدود إثر قلة التأثير السياسي في قراراتها، فأمريكا مثلاً تطمح أن يكون لها حق النقض بحكم أنها تمارس هذا الحق في مجلس الأمن كدولة عظمى وحيث لا تتمتع بهذه الميزة فإن دعمها المادي والمعنوي لهذه المنظمة متدنٍ، ما تعده أمريكا عيباً نعده نحن فضيلة لا بد أن تبقى، صحيح أن سحابة السياسة لا يمكن أن تغيب عن سماء أي شيء في هذا الكون لكننا نطمح أن يكون صوت الثقافة الجانحة للسلام وخير الشعوب أقوى من صوت الساسة ومطامع الدول العظمى بمقدرات الشعوب وثرواتهم.

كلنا بانتظار الجولة الثانية من التصويت ونتمنى أن يحصل فيها المرشح العربي على ثلاثين صوتاً ليحسمها، لفاروق حسني إبان عمله وزيراً بعض التصريحات المستفزة لكن ما يشفع له هو موقفه من إسرائيل الذي نتمنى ألا يعتذر عنه مجدداً في سياق بحثه عن الفوز، سيقدر له العالم نبل مؤازرته لفلسطين حتى لو لم يفز بمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو.