سبحان الله والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، منذ بدأت التصفيات وحتى قبل المباراة الأخيرة يوم الأربعاء الماضي كان الشارع الرياضي السعودي وعشاق الأخضر منقسمين إلى فريقين في الرأي:
الفريق الأول:
يرى أننا نسير في الاتجاه الصحيح وسوف نتأهل وكان هذا الكلام يسعدنا ونحب أن نسمع الكلام الذي يطربنا وعبر القنوات الفضائية ودليلهم في ذلك (التاريخ)، فنحن تأهلنا أربع مرات!! رغم أن التاريخ يحفظ في الكتب وليس في أرض الملعب.
الفريق الثاني:
يرى أنه لا يمكن أن نصل لأن الأخطاء ما زالت قائمة وأن الأمر يحتاج إلى دراسة وتدقيق وتحديد للمسار وغيرنا يتقدم ونحن ما زلنا نتحدث عن (التاريخ)، كنا نفوز على منتخب عمان بسهولة مثلاً أو على منتخب الإمارات وللأسف كان هذا الفريق (الثاني) الذي يحذرنا وكان على صواب.
هناك قوانين في الجودة الشاملة ومنها (لابد من تحديد الأخطاء). بل هناك التطوير المستمر حتى لو كنت في القمة فإنك تحتاج إلى المراجعة الدائمة لتحافظ عليها، الجيد في الأمر والجديد أننا اعترفنا بوجود أخطاء ولكن لم (نحددها) رغم أننا جميعاً نتحدث لا يدفعنا إلا حب الوطن ومرارة الهزيمة، ومن رأيي الشخصي الأخطاء (أربعة) وليست محصورة بين (طرفين، اللاعب، والمدرب) والأسباب هي:
السبب الأول: الإعلام.
السبب الثاني: لجنة اختيار اللاعبين.
السبب الثالث: اللاعب.
السبب الرابع: المدرب.
السبب الأول: الإعلام.
للأسف الشديد ظهر علينا في السنوات الأخيرة ومع دخول (المال) في مجال الرياضة ظهر علينا إعلام أندية.
ولعل الجميع يتذكر كم من الشهور ظل الإعلام يكتب ويتحدث عن قضية (استبعاد محمد نور) وكأن أكبر مشكلة في المنتخب السعودي هي عدم (ضم محمد نور) بل أحد القنوات الخليجية مارست نفس الدور وطرحت القضية في حلقات متواصلة!!؟.
الإعلام اليوم هو من يمنح اللاعب السيئ جائزة أفضل لاعب!!؟ لأن هذا الإعلام يبحث عن (المال) بل أصبح هذا النوع من الإعلام من (يسحب الأموال من جيوب شبابنا) طوال العام ليصوت على أفضل لاعب وغداً أفضل حارس أو أفضل جمهور يدفع.
سؤالي لماذا هذا النوع موجه على جمهورنا العزيز في السعودية ولا نراه في الكويت أو عمان مثلاً!!؟ هل الرسائل (عبر رسائل الجوال أو موبايلي أو زين) هي من يظهر مستوى اللاعب الحقيقي أو ما يقدمه في الميدان؟.
السبب الثاني: لجنة اختيار اللاعبين.
إن كان هناك لجنة فعلاً فكيف سمحت للمدرب أن يختار اللاعب فيصل السلطان ويشركه أساسياً في مباراة إيران وكوريا الجنوبية في الرياض. بينما هو احتياطي في فريقه نادي الشباب وقبل سنوات تكرر الأمر مع سعد الزهراني الذي هو احتياطي في فريقه وأساسي في المنتخب!!؟ وهذا العام تكرر مع الغنام احتياطياً في فريقه وأساسياً في المنتخب.
هل تذكرون ما قاله المحلل المبدع خالد الشنيف عندما أعلنت أسماء اللاعبين قال مستغرباً في قناة العربية اختيار سبعة من لاعبي الأهلي. بعضهم مصاب مثل مالك معاذ والبعض الآخر لم يشارك منذ شهور (مثار استغرابي) ثم قال عدم ضم (الحارثي والبحري) رغم أن النصر يحتل مركزاً متقدماً هو محل استغراب! كما أن اختيار (الحارس الوباري) يوضع عليه علامات استفهام. هذا ما قاله المحلل (خالد الشنيف) عندما أعلنت الأسماء وهذا يعني أننا استعددنا بلاعبين غير مؤهلين لأنهم إما مصابون أو احتياطيون في أنديتهم!!؟
السبب الثالث: اللاعبون
يجب أن نعرف أن هناك لاعباً دولياً ولاعباً محلياً لاعباً لا يبرز إلا في ناديه لأنه الكل بالكل ويحصل على كل شيء في ناديه المال والشهرة والانفلات (عدم الانضباط)!! بل إن صلاحية ونفوذ بعض اللاعبين تتعدى مدربه!! وإذا ما دخل أجواء (مختلفة) فلن يقدم شيئاً. مثل هؤلاء اللاعبين العلاج الوحيد لهم الشطب النهائي خاصة إذا تكرر الأمر مرات عديدة ومنح فرصاً كثيرة، حتى يعرف أنه سيفقد شيئاً عندها (يتغير أسلوبه وتفكيره). كم نحن بحاجة إلى (صدمة) تعيد بعض اللاعبين إلى صوابهم خاصة أن بعضهم يعاني من (جنون الشهرة) بعد الحصول على الملايين!!؟
السبب الرابع: المدرب
مع احترامي لكل المدربين، أقول إن بعض المدربين (جبان) لا يجيد قراءة المباراة أثناء سيرها، وما حصل من مدرب المنتخب أمام كوريا الشمالية بالرياض والطريقة الدفاعية التي انتهجها وعدد المحاور والتأخر في التغيير تثبت أن هذا المدرب ليس جريئاً ونحن في حاجة للفوز على أرضنا ومع ذلك لعب في ملعبه ولم يهاجم والفريق الكوري تركنا نلعب الكرة في ملعبنا بعيدين كل البعد عن منطقة الخطر على الفريق الكوري.
بعد مرور خمس عشرة دقيقة راهنت وقلت لمن حولي من المستحيل أن نفوز هذا اليوم لأننا نلعب كرة وسط ملعبنا ولم ولن نقترب من المرمى الكوري.
هل كان يراقب أداء لاعبيه وكيف كانوا يرجعون الكرة إلى الخلف بدلاً من إيصالها للمهاجمين!!؟ المدرب الذي لا يعشق الهجوم لن ينتصر في النهاية! هل كان لدى الوسط السعودي (صانع لعب) أو وسط لديه نزعة هجومية!! إذا كان موجوداً فلم يظهر علينا للأسف طوال التصفيات إذا استبعدنا (عبده عطيف المصاب).
متطلبات المرحلة القادمة:
* الحمد لله أننا لدينا الإمكانيات لننهض من جديد وعلى كل مستويات ودرجات منتخباتنا لكرة القدم سواء الناشئين أو الشباب أو الفريق الأول.
واعترافنا أن غيرنا يتقدم ونحن نتكلم عن التاريخ وهي بداية العلاج.
* المرحلة القادمة تتطلب وقف (الاستثناءات) في كل شيء لأننا في مرحلة بناء من جديد.
* عملية الاكتفاء (بنصف المدة) عن بعض اللاعبين التي تصدر منهم أخطاء وسوء سلوك علينا أن نلغيها حتى يعرف اللاعبون أننا (جادون وفي مرحلة تتطلب الصرامة).
* اللاعب الذي لا يستطيع أن يكون أساسياً في ناديه كيف يصبح أساسياً في المنتخب، علينا أن نتوقف عندها.
هل أصبح المنتخب يجهز اللاعب لناديه أم العكس - النادي هو الذي يقدم ويبرز اللاعب ليكون أحد أعمدة المنتخب.
* في كل مرة (إعادة بناء) يوجد (فريق ضد التجديد) وسوف يشهرون أسلحتهم ويظهرون علينا عبر وسائل الإعلام وعلينا تجاهلهم.
* ما هو موقف رؤساء الأندية الذين كانوا يراهنون على فوزنا على كوريا في الرياض.
هل علموا أننا عجزنا عن الفوز على كوريا والبحرين في أرضنا بل عجزنا عن الفوز على عمان.
المرحلة القادمة لا نحتاج المزيد من (التخدير) بل علينا أن نكون من عشاق (التحذير).
* للتذكير (الأرجنتين بطلة العالم) حالياً تعاني من الهزائم في تصفيات أمريكا اللاتينية.
وعلينا أن نتذكر أن (الكرة مدورة).
أسأل الله أن يتقبل صيامنا وقيامنا ويجعلنا من المقبولين.