Al Jazirah NewsPaper Tuesday  22/09/2009 G Issue 13508
الثلاثاء 03 شوال 1430   العدد  13508
ممر
كل رسالة وأنتم بخير..
ناصر صالح الصرامي

 

أكثر من 300 رسالة عبر الهاتف المتحرك للتهنئة بالعيد وصلت إلى جوالي، وأرسلت بدوري مثلها وأكثر، إلى أصدقاء وزملاء وأقارب وأحباب بينها رسائل صوتية ومصورة، هذا بالإضافة إلى عشرات المجموعات البريدية الإلكترونية والتي تضم آلاف الأشخاص، نتبادل معهم التهنئة والرسائل دون أن نعرف بعضنا بعضاً أحياناً، يتبعها البريد الإلكتروني المزدحم دوماً برسائل التهاني والتفاؤل الجميلة في مختلف المناسبات، والتي لم تعد حصراً على مناسباتنا العامة والخاصة، وإنما لكل الأعياد ونهايات الأعوام الهجرية والميلادية، مع الأصدقاء الافتراضيين الحميمين على الفيس بوك وتويتر، وغيرها من شبكات العلاقات الاجتماعية العالمية الافتراضية.

إننا نعيش عالم اتصال مستمر ومتواصل مع أصدقاء في كل محيطنا العربي الواسع، لتتسع الدائرة إلى العالمية، وتقريباً إلى كل بلد في العالم، نعمة التقنية والاتصالات والإنترنت تتيح لنا هذا الكم غير المشهود في التواصل البشري، وطبعاً القادم منها سيكون أكثر إغراءً وتنوعاً وإثارة، ودون أن نشعر نتجاوز كل حدود الجغرافيا، وحدود عوالمنا الضيقة، ودون أن نشعر أيضاً - وقبل أن نعود إلى واقعنا - يتسع الأفق من حولنا بحرية لا مدى لها.

لنأخذ - مثلاً - خدمة الرسائل النصية القريبة منا جداً، من خلال هواتفنا المتحركة التي أصبحت ملتصقة بنا طوال اليوم، وكأنها أصبحت أحد أعضاء جسدنا، فالهواتف الملتصقة بنا باستمرار حتى في ساعات نومنا، تسرّبت إلى حياتنا وغيّرت الكثير من السلوكيات وعلاقتنا بالعالم الخارجي، وهو تغير أنظر إليه بتحيز على أنه إيجابي بالكامل، إنها نعمة الاتصالات التي تأخذنا من مواقعنا وزوايانا الصغيرة إلى العالم، كل العالم، نحن مباركون بهذه النعمة، التي ستكون للأجيال التالية أسرع وأقل تكلفة وأكثر تنوعاً، وهي تستخدم تقنيات الهمس واللمس، قبل أن تصل إلى قراءة نوايانا!، وهو أمر يجعلني أشعر برغبة في السخرية أحياناً - من بعض المشتكين من الرسائل النصية للتهنئة بالأعياد والمناسبات، معتبرينها صورة من التواصل البارد، لكنهم يتجاهلون الميزة الرئيسية والمهمة التي تمنحها شبكات اتصالنا الجديدة للتواصل وتوسيع دائرة علاقتنا وحضورنا، لتكون أبرز سمات عصرنا.

لكن الآن وحين ترسل طرفة أو تعزية أو تهنئة أو مدحاً أو ذماً، تذكّر أنّ شركات الاتصالات تحقق أرباحاً هائلة من هذه الخدمات، لذا تجد حربهم التنافسية للفوز بك معلنة، وعلى صيغة إعلانات وإعلانات مضادة .. زاد الله إعلاناتهم إعلانات ... آمين.

إلى لقاء ...

* * *




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد