في محاولة الاقتراب من عالم أ. جبير المليحان، نجد من أول خطوة لنا منطقة غامضة مليئة بالرمز، لن يحتار منا من يدرك انه بصدد التعامل مع خيال خاص يحمل تجليات الوعي بالطبيعة في علاقة فنية رائقة واعية ليقف على الحقائق وكأنه يعطينا خلاصة لحكمة يحملها.
1 - الاحتفاء بالطبيعة
في اغلب قصص المجموعة احتفى الكاتب بعناصرها فكانت أدواته: الشجر - السماء - لمعان البروق - الزرع - الليل - عصفور الأغصان - الطيور - النجوم - الشمس - الريح - الجراد - الأفاعي - العقارب - والماء والنخل طبعا...
فنجد (قصة الجراد)
عن الولد سين المختلف المنذر بخطر يأتي من فوق الذي لم يصدقه الآخر (ننظر إلى سين وجسده يرتعد عندما تسود السماء بالغيوم وترعد ويبدأ لمعان البروق.. يهرب سين إلى الرابية المرتفعة وهناك يبدأ بالعويل وتحذير الناس).
ويتجاوز الكاتب الطبيعة من مجرد أداة ليصل بها إلى جمال التشكيل فنجده يصف كثرة الجراد (الجراد يخيم - بهدوء - على غصون الأشجار كالعناقيد).
وبصورة مكثفة مليئة بالحركة (يترك الناس مزارعهم، وينصبون القدور الكبيرة، ويوقدون النيران، المياه تغلي في القدور وأكوام الجراد الأعمى تندلق من أفواه الأكياس متخبطة بالماء طلبا للفرار.......الخ)
وحينما ينزل سين من رابيته يكشف بعيني زرقاء اليمامة أنها ليست جراد فيقول (ان ما يكبونه لم يكن جرادا كان أشبه بعقارب صغيرة صفراء...الخ)، وكأن الكاتب يستعمل نظرة سين البعيدة ليعتلى بالرمز ربوة دلالية أخرى فيقول (أشاهد أسراب العقارب وهي ترتفع بالجو وتتضخم إلى ما يشبه الأفاعي الكبيرة، أفاع كبيرة أسراب من الأفاعي...أسراب، أسراب من الأفاعي...أسراب..أشاهد أن لها أجنحة ومراوح وأزيز... طائرات)
وتتبدل القرية إلى مدينة ويتطور سين إلى رجل جسمه صغير يشير إلى السماء (كانت أسراب الأفاعي اللامعة تشقها وتحوم فوق المدينة... الأفاعي الكبيرة الطائرة كانت تسقط فوق رؤوسنا عناقيد كثيرة من جراد أشبه بعقارب صفراء لامعة... تتشظى العناقيد وتثقب الدور والصدور...الخ).
ويرد الكاتب الصورة إلى ارض الواقع (الجراد... العقارب... الصواريخ.... الطائرات... الحرب.. الحرب)
وأمام هذه الصورة التي تحيلنا إلى ويلات الحروب نجد انهيار الإنسان عديم الحيلة (شعري الأبيض يتطاير منى وأعضاء جسدي تتساقط) وتنتهي القصة بسؤال قدري (إلى أين يركض والسماء فوق كل الأمكنة).
وقصة (أنين الأشجار)
بعدما تورق ثمار الرجل يحلم بفتاته (كان غيمة بيضاء تظلل الفتاة. تصير هي عصفورا يحط على أغصان يده، تمطر غيومه وهي تموج بالرعود ويشرب العصفور.... الخ).
وعن حاجته الشديدة لها (ينتصب كرمح بارق ويرتعش بالحب)
ولما تمر السنوات دونما نتيجة (لكنها وجدت نفسها شجرة مغروسة وسط باحة الدار، فتطاولت أغصانها لتطل من فوق الجدار وهي تئن بثقل الأرض والجدران العالية)، وكأنهما أصبحا مثالا لعبث الحياة ومحل مشاهدة لنبتة صغيرة في الشارع (كانت النبتة تري رؤوس الأغصان تتجاوز الجدران العالية).
وقصة (الغرفة) المهداة إلى زينب التي تشبه القلب!
يبدأ الكاتب بتقنية كسر الإيهام فيبدأ القصة بمقطع محذوف من نهايتها مشهد رومانسي فيه تمازج بين الطبيعة والغرفة وحالة رومانسية رائقة (أيقظت الموسيقى وأخذت ترقص على فرش الصالة الأزرق حيث الأمواج؛ تتشابك أصابعنا فتتخافق نوارس قلوبنا وتطير وتشتبك في سماء الصالة.... الخ)
ثم تكون بداية القصة بمشاركة وتمازج مع الطبيعة لهذين الأليفين (نمسك يد بعضنا وننطلق في شارعنا الكبير كالبحر.. حتى نصل إلى الشاطئ حيث مداه لا يتناهى... يمتد ويمتد معه البحر، مستمرا كالحياة، هناك رصيف جميل يستقبل أقدامنا ضاحكا تحضنه المساحات الخضراء الندية: أطراف الأعشاب فيها - مثلا - قطرات صغيرة تقول أنها تبكى فرحا بنا... الخ....) حالة من الوجد رائقة لا يعكرها سوي (ويمر رجل آخر يلتفت إلينا ويحدق في أمواج أصابعنا المتشابكة.. ينتفض الموج.. ثم يهدأ.. يمر آخر) ليكون المار هو الذي يخرجهما من الحالة الدافئة والمار هنا رمزا للسنين أو الأحزان أو المتغيرات. وتنتهي القصة لنجد أن المشاركة مع الطبيعة قد تغيرت وأصبحت أكثر واقعية (أصوات أقدامنا واضحة فوق الرصيف الخشن والأعشاب تبدو صغيرة وصفراء..) وكأنه يوحي لنا أن الأمان في الغرفة بينما الأماكن الأخرى تحمل سعادة مختلفة تتبدل إلى مخاوف.
وقصة (عينان)
وبتكوين درامي لعينين أحدهما ترى الحياة للحياة والأخرى ترى الحياة لهدف نجد الجالس على كرسي الحلاق أمام المرأة يرى (العين الأولى واسعة وحادة وترى الأشجار يمشى بها الشارع ويحدث بها الآخرين ويصدهم ويذهب بها إلى العمل.. في العين الأخرى يشم زهور الوجوه الجذلى بمطر الحياة وتدهشه الأشجار وهي ترقص بخيوط الماء....الخ)
وتنتهي القصة (رأت أسرابا من عينيه تحدق في طيور أحلامها بصرامة)
أنها فلسفة الحياة.
في قصة (الصديقان)
المكان هو الغابة قلب الطبيعة حيث كل الكائنات الحية واضحة ومعروف سلوكها يحكى عن الدب الأبيض صاحب كل ما هو ابيض (الشمس - السماء - الأشجار - الحقول - الجبال..) والقط الأسود صاحب كل ما هو اسود (الأعشاب - الريحان - شجر الرمان - ...) (بين البيتين: الأبيض والأسود نهر جميل جدا له لونان اسود وابيض... يسبحان به.. ويسقيان الحديقة ويشربان).
حيث ينوه الكاتب إلى انها للأطفال في دعوة أن نعلم الطفل التعايش والتكيف وتقبل الآخر.
قصة (الدار)
البيت هنا هو البطل المندهش من الصمت المسافر المنهك الذي يحل به، البيت خارج حدود الحياة ونقيضها تماما لم يسكنه من الطبيعة إلا (الريح والغبار).
(بعد أن ينام الصمت يبقى وحيدا في الليل مفكرا يراقب أشباح الأشجار التي لاتنام...) وتنتهي القصة على سؤال عن حدود الحياة التي جعلت البيت هكذا (ترى لو كان مقبرة هل سكن الصمت فيه؟)
قصة (الفتى الذي عشق)
عن الأمنيات التي لا تتحقق ونعجز عن التخلص من إلحاحها وحينما ينتظر الفتى حبيبته التي يتمنى رؤيتها يصفه الكاتب (انتظر وانتظر حتى امتلأ فؤاده بأحجار ثقيلة) فيلجأ للوهم (طارت عصافير كثيرة ضاحكة حول قلبه.. وسمع هديل حمام.. وأزهار صغيرة أخذت تورق بين أصابعه.. ضغط أصابعه حتى تشابكت الأغصان وتألمت يداه).
ولما يصدم (ترنحت أشجار فرحه)
ومع وجود استدعاء للطبيعة في مناطق قليلة فإن القصة تدور في واقع مدينة الرياض بتفاصيل حياتية مثل تخصيص أماكن للعائلات بالمطاعم (أين تذهب هذا المكان للعوائل؟..الخ)
قصة (النجمة)
تجلى الوعي وروعة الرمز
تدور أحداث القصة على شاطئ الدمام (مد يده ضاغطا كفها الوديعة: طارت عيناها في السماء حمامتين) ووسط هذا الاستمتاع بالطبيعة والامتزاج بها، يخرجهما من هذا الجو الساحر (وخلعت الحذاء.. حدق في الحذاء: كانت تستقر في طرف لسانه الداخلي نجمة سداسية بلون الذهب) وعندما سأل (من أين هذا؟! - من السوق من هنا..!!وأشارت حيث تهجع الدمام..)
والفكرة واضحة على ذلك الاكتشاف بوجود سلع غير مرغوب فيها جاءت عن طريق السوق ويكون رد فعله (رمى الحذاء إلى أقصى البحر)، أما هي تعود للبيت بعد أن فقدت الحذاء والوقت الجميل واكتشاف كارثة اختراق حياتهم (والدموع تتساقط في حجر المرأة كحمام ميت).
2 - الماء والنخل
الاحتفاء الخاص بالماء الذي تنوع كرمز من الرذاذ للمطر والغيوم والسيول حسب توظيفه في البناء التشكيلي للقصة ووصل في قصتي (البحر والماء) إلى ذروة الاعتماد على الرمز لنجده البطل - الرمز، أما البطل الثاني هو النخل الذي وصل في قصة (شغاف النخل) لنجده مؤرخا لحياتنا أو شاهدا علينا.
في قصة (الماء)
لوحة كبيرة قد تكون مثل الجداريات أو لعلها معرضا قائما بذاته فهناك لقطات التشكيل فيها وصل لروعة الإبداع فتبدأ القصة باشتياق الماء للريح، فيرسم لنا اللوحة (فضحكت الرياح التي في آفاق المجهول وبكى الماء الذي ينام في سرير القلب على شكل دمعة) ويتداخل الإنسان مع الطبيعة (الغيوم السوداء تضحك وهي تخرج من خلف الجبل الأزرق والشيخ الكبير يقف: امرأته وأولادهما).
ولو لاحظنا الألوان لوجدنا دلالات محفزة للعين كي تشترك في الإدراك بالقصة.
كذلك اللقطة الجميلة (الزرع الجالس في أحواض صغيرة الذي امتنع عن الرقص عند هبوب الريح وقف ثم اخذ يرقص ويحنى رؤوسه نحو الجبل الأزرق).
(الغيوم البيضاء تخرج من خلف الجبل الأسود) و(بكى الماء ومسح عيني الرياح وقام الابن الأكبر ومسح عيني والده).
أنها أربعة لوحات عن تناقضات الحياة بين الاحتياج والتحقق والفرح والانتظار والقسوة.
وقصة (البحر) والمهداة للأستاذ محمد العلي
يحكى عن بطل اسماه عبد الله كي يكون رمزا لأي منا ويصف حالته (فجعني وجه عبد الله الحزين كأرض)، حزنه لأنه مر بجوار البحر ولم يره، يسخر الآخر منه (ألا تعرف البحر؟) ويواصل الكاتب التشكيل البديع (كبر صمته كصخب البحر الهائج بجوارنا وغطتني غيمة قلق شاسعة ركضت فيها وصمته يتشعب من حولي،عدت إلى حيث يجثم مادا عينيه إلى حقيقة بعيدة.. نطقت لسؤالي الناشب فيه:
- إذ تقفز الشواطئ من أقدام الأطفال يا عبد الله، يسحب البحر أحزانه كل مساء ويدلف كعجوز، بعيدا عن ضجيج المدينة.......الخ..)
ويحكى الآخر عن تشخيص البحر فهو الساحر - الصابر.. (يصنع من صبره أمواج متقافزة داسا وسطها اللآلئ والمحار...)
والبحر الكائن الحي (الحيوان الضخم الواسع المسكين انه قد كشف أحشاءه وترك بطون الأصداف مفتوحة فاضحة عري المحار والسمك الصغير والطحالب والكائنات الدقيقة.. كلها تفغر في عيون الليل خائفة!
ويداعب الكاتب أخيلتنا بسحر الطبيعة كعادته (قبيل الفجر يتمطى البحر النائم، عائدا بفرحة إلى الشاطئ البعيد.. محملا بمحاصيله الليلية: الأغاني، والأسماك اللامعة... الخ).
ووسط هذه الحيوية التي تهبها لنا الطبيعة لا يجد البحر الجواد إلا مادية البشر واستغلالهم المؤذى له (يأتي الرجال الذين لا يرون من الأرض غير أتربة الذهب... يحملون أدوات الحفر.... الخ).
فيبدى البحر غضبه ويتراجع فلا يراه المارون بجواره.
وقصة (الوجه الذي من ماء)
يؤسس الكاتب عالما مختلفا في كل قصة ممتلكا أدوات الطبيعة كرموز فهنا نجد الحميمة والعطاء المتبادل في علاقة الوجه بالكفين وبنفس تجلياته التشكيلية (والوجه الوديع الذي من ماء يترعرع مطرا يسقى أعشاب الكفين والكفان المتلاصقان ينفحان الوجه الوديع دفئا: كان قلق صغيرا صغيرا مزعجا ويتحرك وكان طائران أبيضان من طيور البحر فوق الشاطئ الرملي.....الخ)
ويتصاعد الرمز ليكون (الكفان ها هما أغنية زرقاء، غيمة ربيع،..)
ويمزج الكاتب الطبيعة مع الكفين (كان البحر والشاطئ والكفان: غابة صغيرة وخيول ولعب. جبال ملونة وماء. نخلة يلعب الأطفال تحت ظلها....)
أما الوجه (الوجه الوديع يدنو، ويحدق في البحر، ويود لو يكون سمكة.....طائرا...غيمة)
وعندما يتلاشى مشهد الوجه والكفين (كان الذي يلبس عقالا وغترة يقترب..) ويتحول الدف إلى (البحر الذي بدأ يزحف على الرمال الناس يركضون)
أما قصة (شغاف النخل)
تتحول الطبيعة الغنية إلى مؤرخ فنشاهد هذا الثراء الفني في الاحتفاء بالطبيعة، حينما يقود الأب ابنه المندهش إلى مزرعة الجد (دخلنا من البوابة الطينية الواسعة والمفتوحة أبدا كما لو أنها أدخلت الماضي كله في جوفها)
ويبدع الكاتب لوحات تبين حميمية وسحر الطبيعة (مشينا حتى صار فوقنا سماء من السعف ظلال وارفة تتخللها لمعات وامضة من الشمس)، كذلك وهفهف خوص السعف اليابس متحركا كالمراوح (وبملاحظة حديثه عن الجذوع نصل إلى لب موضوع القصة) أنت تري أن هذه نخيل طويلة ومعمرة وهذه الخصور ها تاريخ أزمنة القحط حيث مرت النخلة بفترة عطش وجفاف.
وعلى اعتبار ذلك تجد ترقية للطبيعة فنجدها ليست مجرد المكان أو الرمز إنما هي مثل أحد الأولاد فعندما يحتاجون لها وقت القحط (أتريد أن اذبح واحدا من أولادي)، ولما يحدث أن يأكلوها يقيمون لها قبرا ويوصى الرجل أولاده الحفاظ عليها وكأنها الهوية (وذهب غالى داره ممسكا بشماغه الجديد الذي يلبسه أيام الجمع والأعياد... لفه حول عنق النخلة المقطوع وأهال بعض التراب على بقايا الجذور....)
3 - تجاوز الزمان والمكان
لم تخلو إلا أربعة قصص من رائحة الطبيعة وهى (حالات لا تحصى) (الميزان) (الأكياس) (سجادة)، لكنها قدمت امتدادا لرؤية الكاتب في تجاوز الزمن والمكان لنخرج مع كل قصة بحكمة أو كشف لحقيقة أو تمازج بين الرمز والواقع.
وقصة (سجادة)
يندهش لما يجد سجادة صديقه تئن ويتألم لما يعلم أنها تبكى لأن الأقدام تطؤها ويتركنا أمام سؤال تحريضي عن حالة صديقه (كيف أنت؟)
وقصة (الأكياس)
عن سوء التعليم والحشو بغير استفادة (استدار قليلا، فشاهد الكلمات سائحة بلون داكن على أرضية الصف: كانت تزحف ببطء وكأنها القار...)
لعل الخيال - الرمز إن عقول التلاميذ كالأوعية رمز معروف لكن تدلى كيس كبير على ظهر المدرس خيال - رمز جديد.
فالمعلم الذي يحمل الكيس الكبير الثقيل حتى خنقه (تكومت فوقه الكتب، حاول الحركة والتنفس، ولكن الكلمات السائحة أخذت تزحف عليه وتغطيه.
وقصة (الميزان)
يحكى في واقع المدينة عن حزن الأنثى الأخت - الزوجة ومحاكمة للمجتمع الذكرى (ولكنك تمنعني أن اخرج من البيت (وتكون المواجهة حادة) عيناها مسلطتان على داخلي بالذات (ثم تتحول القصة إلى ما يشبه الحلم) اقبل شاب وشابه لها وجه مثل الصحراء يضيء (ويعطينا الكاتب روح التصالح وحدة المكاشفة) هذا الجو الربيعي يظهر فيه قوس قزح).
ويضع أمامهما المشكلة (رجل وامرأة يعيشان في مكان واحد معزولان عن بعضهما)
قصة (حالات لا تحصى) المهداة إلى سعد العمري،قلب ابيض منذ الأزل
يبدأ الكاتب بإدهاشنا (شاهدت الليل متكاثفا في الأرجاء.رفعت يدي لأفرك عيني فلم أجد رأسي. لقد غابت عنى الدهشة وسال قلبي من الخوف) و(غنى صوت داخلي برنين حزن قائلا من أين لك بتفكير ورأسك ليس معك) يتناول الكاتب بعد الإنسان عن فطرته وعبث الأخر بوعيه - بتناول رمزي في نص مليء بالحركة والتشكيل المتداخل الذي يجعلنا نعمل عقلنا إلى أقصى حد لملاحقته في صراع الذات مع الآخر (ركضت وكان الباب مفتوحا وأنا أتعثر وأصطدم بمجموعة، ربما كانوا في شارع ولعل رأسي كان معهم أو وسطهم ربما كانوا على شكل دائرة ما وقد يضربونه). ومن أجمل وأعلى حركات التشكيل في النص (وجدت نفسي ممدودا وهم يقومون بتدوير رأسي وفره وتركيبه كالمصباح).
وفي نهاية القصة تتضح الفكرة ليكون ذلك الإنسان المظلوم وسط استغلال الاخرين لوعيه ونزعهم لفطرته هو نفسه يصبح واحدا منهم (أقوم بالدوران حول الأشخاص، أمسكهم وأمددهم، أفك الرأس).
4 - باستعراض القصص نجد
ا. لغة القص لغة شاعرة مكثفة ورسما واعيا للرمز تعتمد الطبيعة مملكتها.
ب - تعددت رؤى وأفكار المجموعة فكانت كلها تدل على الوعي بالحياة مثل .. نظرة المنذر البعيدة والإشارة للخوف من ويلات الحروب - التعايش - عبثية الحياة - البحث عن الحلم - التشديد على الكبرياء - الصمت - فلسفة الحياة - علاقة الرجل بالمرأة - العطاء..
الوجه الذي من ماء قصص ا.جبير المليحان صدرت بالتعاون بين نادي حائل الأدبي والانتشار العربي 2008 ولوحة الغلاف للكاتب وتبدو وكأنها امتدادا لرؤيته التشكيلية.
تمنياتي بالتوفيق والإبداع الدائم..
صالح الغازي
salehelghazy@hotmail.com