إعداد - فيصل المطرفي

افتتح الفريق الكروي الأول بنادي الهلال موسمه الجاري بقوة لافتة ومتناهية وبعزيمة كبيرة لمسح الصورة الباهتة التي ظهر بها الموسم الفائت حين خرج من الموسم ببطولة وحيدة على غير عادته حيث عرف عنه أنه الصديق الحميم لمنصات التتويج، وجاء ذلك بعد أن أرهقته الظروف لأسباب مختلفة ونجح مسيّرو الفريق في إعادة صياغة الفريق الأول بطريقة محكمة تضمن لهم المنافسة بشكل شرس على كل الاستحقاقات، وكانت بداية الإبداع في محطة دوري (زين) للمحترفين حين نثر نجوم الفريق أصنافاً مختلفة من الإبداع في مرمى القادسية ونجران وطمأنوا أنصار الفريق (مؤقتاً) بأن الأزرق العملاق يتمتع بصحة جيدة إلا أن فترة التوقف التي دامت قرابة شهر كانت بمثابة الاختبار الصعب كون تجاوز فترة التقاط الأنفاس سلاحاً ذا حدين ومتى ما نجح الفريق الهلالي في تجاوزها والعودة بالرتم القوي ذاته فسيثبت للملأ أنه فريق من فئة الكبار. خلال شهر ماذا فعل جهاز الهلال الفني وماذا قدم لاعبوه وكيف استغل فترة التوقف؟ أسئلة متعددة لها إجابات وافية في تقرير (الجزيرة) الذي نضعه بين أيديكم.. فلنبدأ بالتمعن.

غياب أعمدة الفريق

انطلقت التحضيرات الزرقاء في فترة التوقف بغياب السداسي لانضمامهم إلى معسكر المنتخب الوطني وسجل الثنائي الروماني رادوي والكوري لي يونج بيو حالتي غياب بعد انضمامهما إلى منتخبي بلديهما، وحاول الجهاز الفني بقيادة البلجيكي إيريك جريتيس فرض التدريبات اللياقية القوية خوفاً من فقدان المخزون اللياقي المميز الذي يتمتع به اللاعبون بعد معسكر الفريق الإعدادي بالنمسا.

(الفيحاء) بداية التجارب

خاض الفريق الأزرق أولى مبارياته الودية أمام فريق الفيحاء في محاولة من الجهاز الفني لإبقاء اللاعبين في أجواء المباريات، واستطاع الفريق كسب المواجهة بهدفين للا شيء عن طريق المدافع الشاب حسن خيرات، وقدم الفريق مستوى مهزوزاً أثار قلق الهلاليين وكان محل استياء مدرب الفريق الذي سارع إلى الاجتماع باللاعبين لشرح جملة الأخطاء التي وقعوا فيها.

أمام الرياض كانت الودية الثانية

استطاع الفريق الكروي الأول بنادي الهلال كسب مواجهته التجريبية الثانية أمام شقيقه الرياض بثلاثة أهداف مقابل واحد وتناوب على تسجيلها المحياني وويلهامسون وشافي الدوسري، وقدم الفريق خلال اللقاء بعض اللمحات المميزة التي أعادت الثقة إلى جماهير الفريق والجهازين الفني والإداري، وحاول المدرب إشراك أكبر قدر من اللاعبين على الرغم من الغياب الذي يعتري صفوف الفريق الأول بغياب أكثر من تسعة لاعبين.

(هجر) الفحص الرسمي

حل فريق هجر ضيفاً على الفريق على ملعب ناديه في آخر المواجهات الودية، واتسمت المباراة بقوة كبيرة من الطرفين اللذين حاولا الخروج بأكبر قدر من الاستفادة المرسومة خصوصاً أن الفريق الأزرق انضم إليه كل لاعبيه بعد عودة لاعبيه الدوليين والأجانب، وشهدت المواجهة مستوى فنياً رفيعاً حول فيها نجوم الفريق الهلالي خسارتهم إلى فوز بثلاثة أهداف لهدفين بإمضاء القناص البارع ياسر القحطاني (هدفين) وفارس الهجوم الهلالي عيسى المحياني، وخرج الجهاز الفني الصارم راضياً عما قدمه اللاعبون في الشوط الثاني؛ كون الحصة الأولى شهدت الكثير من الأخطاء في الخطوط الخلفية والتي كلفت الفريق استقبال هدفين من الخصم، وكانت المباراة بمثابة (البروفة) قبل استئناف مسابقة الدوري، وحظيت المواجهة بعودة قوية من النجم ياسر القحطاني للتهديف بشكل مثير.

أزمة (مالية) عابرة تربك الزعيم

مرت الإدارة الهلالية بأزمة مالية كبيرة في الفترة الماضية أخرت كثيراً صرف المستحقات المالية على مستوى الفريق الأول والعاملين بالنادي وحاولت الإدارة الزرقاء بحنكتها الخروج منها بطرق مختلفة إلا أن آثارها حتى إعداد هذا التقرير كانت واضحة المعالم على الرغم من الأنباء التي تواترت بشأن انفراجها بوقفة رئيس النادي وأعضاء شرف النادي الأوفياء، وينتظر أن يجتمع محبو هذا النادي الكبير قريباً لحل هذه الأزمة وإعادة المياه إلى مجاريها، خصوصاً في ظل تمتع الفريق بشراكة مميزة مع إحدى الشركات التي تدر قرابة 65 مليوناً في العام الواحد، وكانت بعض المتأخرات قد تم صرفها الأسبوع المنصرم إلا أن أعباء الإدارة السابقة لا تزال تشكل ثقلاً كبيراً على الإدارة الحالية، وتنتظر الجماهير الزرقاء تدخل عضو شرف النادي الأمير فيصل بن سعود لدفع متأخرات الإدارة السابقة، خصوصاً بعد الوعود التي طفت على السطح بداية الموسم الماضي بتسديدها والتي بلغت قرابة 15 مليوناً.