في العديد من الدول تقوم البلدية بكافة ما يهم سكان المدينة التي تقع فيها، ولهذه البلدية مجلس منتخب من سكان المدينة، يعرف كافة احتياجاتها، والذي لا يعرفه المجلس يجده في الصحف أو الإذاعة أو صناديق الاقتراحات، وللبلدية - في الغالب - موارد خاصة بها، تحصل عليها من رسوم الخدمات التي تقدمها للناس، مثل رسوم البناء والنظافة، والبلدية في تلك الدول تقدم خدمات الماء والكهرباء والصرف الصحي ولها الحدائق العامة والمسارح والمكتبات حتى مراسم عقد الزواج تقام في البلدية، وهناك أماكن خاصة لمثل هذه المناسبات تشرف عليها البلدية نظير رسوم تتناسب ودخول شرائح المجتمع. أما عندنا، وحتى وقت قريب، فقد اقتصر دور البلدية على إصدار رخص البناء والإشراف على الحدائق العامة والمسالخ ونظافة الشوارع والإنارة، وهي في الغالب لا تستطيع سد نفقاتها من مواردها الخاصة، فلا بد من الاعتماد، ربما بشكل كبير، على المخصصات التي تقدمها الدولة لها. ولعلِّي أذكر أنّ من يجلس على كرسي البلدية هو كالجالس على جمر، فرضى الناس والمسؤولين عن هؤلاء الرؤساء غاية لا تدرك!
تغير مسمى البلديات لدينا، فأصبحت درجات وأصبحت في المدن الكبيرة أمانات، ولا أدري ما هو المقصود من كلمة أمانة، فاسم البلدية فيه خصوصية ورقة وقرب من حياة الناس، وهو مشتق من اسم (البلد) وهي الخيمة الكبيرة التي تنضوي تحتها البلديات. لكنني سوف أتجاوز المسميات لأقف على ما تشهده مدينة الرياض أو منطقة الرياض وأمينها سمو الأمير الدكتور عبد العزيز بن عياف، فقد أضاف هذا الرجل العديد من الخدمات التي ذكرت بعضها وقدمها ولا يزال لسكان هذه العاصمة العامرة بالناس والعمران والمركبات والمشاكل، ولعل من أبرزها مهرجان الزهور السنوي والعروض المسرحية والتخطيط الحديث والأرصفة والمواقف للعديد من الأحياء والأسواق وخدمات النظافة الراقية، وإصدار رخص البناء والترميم في وقت قياسي وتنظيم المخططات السكنية، هذه المنجزات جعلت اسم الأمير المهندس علامة على نهوض هذه المدينة، وكم كنت أتمنى أن تستمر جهوده المخلصة التي رأيناها ورأينا آثارها على عاصمتنا الحبيبة، في تبنِّي إنشاء مكتبات نموذجية في الأحياء تضم قاعات مصغرة للعروض المسرحية والفنية والمحاضرات، إضافة إلى مكتبة صغيرة للكبار وأخرى للصغار، وكذلك قصور للمناسبات العائلية مثل مناسبات الخطوبة وعقد القران والزفاف، وفي نفس الوقت تكون مكاناً للالتقاء في الأعياد، على أن يتم وضع رسوم مخفضة لمن يريد استئجار مثل هذه القصور، وبذلك تستفيد البلدية مادياً ومعنوياً، وترفع عن كاهل بعض الأسر من محدودي الدخل تكبد الأجور العالية التي تدفع لقصور الأفراح التجارية أو الخاصة.
مدينة بمساحة الرياض ترهق من يشرف عليها، لكن معالي الأمين الأمير عبد العزيز بن عياف آل مقرن، أثبت لنا أنّ الحب قادر على تذليل الصعاب، ونحن نرى الآن كم تبدو الرياض جميلة بنظافاتها وأحيائها وشوارعها وحركة التطوير والعمران التي لا تهدأ .. كل عام وأنتم بخير.
فاكس: 012054137