تعتبر ذكرى اليوم الوطني لبلادنا، مناسبة مهمة نستخلص خلالها العديد من المحطات التاريخية، والحقب الزمنية التي عاشتها بلادنا وحملت في طياتها صوراً مختلفة ومتباعدة، فمن الفقر والشتات، والتناحر والتباعد إلى الأمن والعيش الرغيد فمنذ توحيد المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله بزغت على هذه البلاد شمس الأمن والأمان، وتفجرت منابع الخير والعطاء.

وبنظرة تأمل لما حققته المملكة من منجزات حضارية وتنموية فاقت كل حدود التصور والواقع، على يد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ومن بعده أبناؤه البررة وحتى العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - سندرك أنها منجزات امتدت لتشمل كافة مناطق المملكة، وغطت كل ميادين الحياة الاقتصادية والعمرانية والعلمية والتعليمية والصناعية والزراعية والتقنية والطبية وغيرها من المجالات، وأنها بحسابات الواقع وبمقياس الزمن تتخطى كل المعدلات، ومن ثم نستشعر جميعاً بكل الفخر والاعتزاز حقيقة ما حققته المملكة، كما ندرك حجم متطلبات العمل ومواصلة البناء من أجل مواجهة كافة التحديات المحدقة.

ويأتي احتفالنا باليوم الوطني هذا العام مع مؤشرات مبشرة عن أداء جيد قوي لاقتصادنا الوطني في مواجهة الآثار السلبية للأزمة المالية والاقتصادية العالمية التي أصابت الاقتصاديات العالمية بالركود، وكما أكد تقرير مؤسسة النقد العربي السعودي الذي تلقى خادم الحرمين الشريفين نسخة منه تأكدت صلابة اقتصادنا وقوته وقدرته على امتصاص تأثيرات الأزمة وخصوصاً ما يتعلق بتهاوي أسعار البترول بل وواصل تقدمه والحمد لله، وشهد هذا العام - عام الأزمة العالمية - المزيد من المشاريع التنموية الكبرى التي دشنها خادم الحرمين الشريفين أو وضع حجر الأساس لها وباستثمارات تقدر بمليارات الريالات من أجل تطور وتنمية المجتمع، وهي تشكل نقلة نوعية فريدة في أفق الاقتصاد والتنمية الاجتماعية.

وفي هذه المناسبة الغالية أتوجه بخالص التهنئة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - وإلى كافة أبناء الشعب السعودي الكريم، ولتتواصل مسيرة النماء بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وبسواعد أبناء الوطن.