تعود بنا الذكرى الوطنية التي ترتسم بها الفرحة والسرور على أبناء هذا الشعب في تلاحمهم مع هذه القيادة الحكيمة وهي ذكرى الاحتفاء باليوم الوطني الثامن والسبعين

وهي ملحمة بطولية قادها الملك الموحد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه عندما وحّد هذا الكيان تحت راية التوحيد

ويسرنا أن نشارك في هذه الفرحة التي تتزامن مع فرحة عيد الفطر المبارك الذي تحتفل به الأمة الاسلامية وانه لمن دواعي سروري ان اكون من اوائل المهنئين بهذه المناسبة الغالية علينا جميعا والتي تحمل معاني كثيرة في تاريخ هذه الدولة، حيث إنه في مثل هذا اليوم سجل التاريخ مولد المملكة العربية السعودية بعد ملحمة البطولة التي قادها الملك الموحد طيب الله ثراه على مدى أكثر من ثلاثة وثلاثين عاما بعد أن استرد مدينة الرياض عاصمة أجداده وآبائه في الخامس من شهر شوال من عام 1319 هـ وفي السابع عشر من شهر جمادى الاولى من عام 1351 هـ صدر مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية وكل هذه السنوات حافلة بالانجازات على هذه الارض الطيبة والتي وضع لبناتها الملك المؤسس وواصل بعده أبناؤه البررة استكمال المسيرة والبناء وهكذا أرسى القائد المؤسس قواعد هذه الدولة على أرض الجزيرة العربية مستمداً دستورها ومنهاجها من كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم فبدل خوفها أمناً وجهلها وفقرها رخاءً وازدهاراً ولم يكتف رحمه الله ببناء الوحدة السياسية والحفاظ عليها فقط بل سعى الى تطويرها واصلاحها في كافة المجالات وكان من اهم ما قام به في دفع سير العمل انجازاته في أمن هذه البلاد والمحافظة على النظام لراحة المواطنين والوافدين فضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بالأمن أو الاخلال بالنظام حتى أصبحت بلادنا ولله الحمد مضرب مثل في جميع الاوساط الدولية على استتباب الامن والاستقرار حيث وفر - رحمه الله - افضل الخدمات لضيوف الرحمن والاماكن المقدسة. لقد كان الهدف الاسمى للملك الموحد خلال جهاده الطويل هو إقامة الشريعة الاسلامية من منابعها الصافية، كما ورد في القرآن الكريم والسنّة النبوية والسلف الصالح وهكذا عرفت المملكة العربية السعودية حالة مثالية من الأمن منذ تأسيسها وظل هذا الأمن وسيظل بإذن الله صفة مميزة لها وهكذا نعيش هذه الايام الذكرى الغالية التي تهم مسيرة الوطن ونشارك الشعب السعودي في هذه المناسبات السارة للوطن الغالي تحت ظل هذه القيادة الحكيمة التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وزير الدفاع والطيران والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية لنقدم لهم التهاني والتبريكات بهذه المناسبات وهي ذكرى اليوم الوطني لتوحيد هذا الكيان وعيد الفطر المبارك والافتتاح الكبير لجامعة الملك عبد الله التي ستبدأ الدراسة فيها كمرفق علمي كبير وفي الختام دعواتنا للمولى عز وجل ان يديم لنا هذه النعم في ظل هذه القيادة الحكيمة والتهنئة موصولة للأسرة المالكة والشعب السعودي في هذه المناسبة.