القاهرة – مكتب «الجزيرة» - طه محمد - نهى سلطان :
ثمن عدد من الكتاب والمثقفين في مصر المشهد الثقافي بالمملكة العربية السعودية في ظل ما يتمتع به المثقفون بالمملكة من رعاية ودعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ووصف المثقفون في استطلاع أجرته «الجزيرة» من القاهرة بمناسبة اليوم الوطني السعودي، المشهد الثقافي بالمملكة بأنه ثري للغاية وأن هناك العديد من الأسماء المبدعة التي استطاعت أن تحقق حضوراً على المستويين العربي والدولي، وأكد الاستطلاع أن المثقفين السعوديين استطاعوا تحقيق نهضة إبداعية بشقيها الشعري والروائي في المشهد الثقافي العربي نتيجة الدعم والرعاية الذي يجده المثقفون من حكومتهم الرشيدة.
أكد فاروق حسني، وزير الثقافة المصري، أن الشأن الثقافي يشهد حالة من التطور والزخم الهائل، ولذلك تحظى الثقافة السعودية بحضور كبير في الكثير من الفعاليات الإبداعية والثقافية العامة في مصر ويقول فاروق حسني: إن الثقافة السعودية أصبحت حاضرة في الكثير من الفعاليات الثقافية في الدول العربية، في مختلف المجالات، سواء كانت الإبداعية أو في مجال الترجمات أو من خلال الأنشطة التراثية، ومجالات الفن التشكيلي والإبداع المسرحي ويوضح الوزير المصري أنه لاحظ في السنوات الأخيرة حضوراً ثقافياً هائلاً في العديد من مشاهد الإبداع الثقافي على المستوى المحلي، والذي انطلق إلى آفاق أرحب في الدول العربية والأجنبية.
النشاط الأثري
فيما وصف الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المشهد الثقافي بالسعودية بأنه ثري للغاية بفضل دعم خادم الحرمين الشريفين للمثقفين عموماً والمبدعين على وجه الخصوص. ويخص د. حواس الإشادة بالتطورات الأثرية التي أصبحت تشهدها المملكة بفضل الرعاية والدعم للمواقع الأثرية وهو ما كان له بالغ الأثر في اختيار منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) لمدائن صالح لإدراجها ضمن قائمة التراث العالمي، التابعة لمركز التراث بالمنظمة الدولية.
ويقول إن هذه الرعاية لموقع (مدائن صالح) دليل تقدير من منظمة عالمية للتراث السعودي وهو الأمر الذي لم يكن يتحقق لولا الدعم والرعاية الرسمية لمثل هذا الموقع، الذي يعكس تاريخاً ذاخراً بالحضارة، وهو ما يحظى في المقابل برعاية واهتمام من جانب المنظمة الدولية ويشير د. حواس إلى أنه خلال زيارته للمملكة قبل عامين لأداء فريضة الحج لاحظ التطور العمراني في المملكة والذي يعكس حضارة عصرية تعيشها السعودية تستمدها من جذورها الإسلامية بفضل الرعاية والدعم المقدم لهذا التطور من جانب خادم الحرمين الشريفين وهو ما انعكس على المشهد الثقافي في البلاد.
عنوان النهضة
أما الأديب الكبير خيري شلبي فقال: يسعدني أن أقدم تهنئتي للشعب السعودي وللمملكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين فالمملكة بلد عظيم وهي موطن المقدسات الإسلامية، واليوم الوطني السعودي هو اليوم الذي يحتفل فيه الأشقاء السعوديون بوطنهم والنهضة الكبيرة التي استطاعوا تحقيقها في السنوات الماضية وأضافوا إليها الكثير حتى أصبح احتفالاً يستحق أن يكون عنوان نهضة المملكة والتي نراها حاليا في العديد من المجالات وعلى كافة المستويات سواء ثقافية أو سياسية أو دينية فالمملكة أصبحت رائدة للعالم الإسلامي عن جدارة واستحقاق نظراً لسرعتها ومقدرتها في تلبية كل المطالب العربية والإسلامية، ومن لم يزر المملكة ويشاهد ويتلمس مدى ما حققته من نهضة يخسر خسارة كبيرة، وبهذه المناسبة أتوجه بالتحية إلى كل الإخوة الأشقاء في المملكة العربية السعودية وبشكل خاص أتوجه بالتحية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولا يسعني في هذه المناسبة إلا أن أقدم خالص تهنئتي للمملكة شعبا وحكومة باليوم الوطني.
تقدم وازدهار
ويؤكد الأديب سعيد الكفراوي أن المملكة خطت خطوات واسعة نحو تحقيق نهضة ثقافية وقال: أتقدم بتهنئته المملكة العربية السعودية بمناسبة اليوم الوطني مؤكدا أن الأدب السعودي يعيش فترة ازدهار في ظل عناية ودعم المؤسسات في المملكة له حتى الجيل الجديد من الأدباء يمتلكون خيوطهم الإبداعية الأولى لسبب بسيط هو تمسكهم بالسير على درب الرواد مع محاولات التجديد حتى أصبحت الساحة السعودية ثرية وخصبة ومعطاءة مشيرا إلى أن حركة الإبداع السعودي في تقدم مستمر والأدباء في المملكة حريصون على التطور آخذين به وحريصون على العطاء الأدبي وإصدار مؤلفاتهم وكتبهم التي تعبر عن خصوصيتهم وواقعهم فنجد أن البيئة السعودية وإبراز التراث يكاد يكون سمة مميزة لدى الأدباء السعوديين والمبدع السعودي سخي في عطائه ويقوم بدور ملحوظ في حركة الإبداع السعودي المعاصر لم يخاصم التراث أو المعاصرة بل واءم بينهما في استيعاب فني واع.
الشعر السعودي
الشاعر الكبير محمد التهامي يشير من جانبه إلى جانب آخر في المشهد الثقافي السعودي، وهو الشعر السعودي، على مختلف فنونه ويقول: إن هناك العديد من الشعراء السعوديين الذين استطاعوا أن يحفروا لأنفسهم بصمات في مجال الشعر العربي، حتى أصبحت لهم دواوين على مستوى الوطن العربي، فضلا عن نظم إبداعاتهم بمجلات وصحف عربية متخصصة ويضيف محمد التهامي أن المملكة في المقابل بقيادة خادم الحرمين الشريفين وجدناها تكرم المبدعين والمثقفين عموما، حيث تجمعهم في مهرجان الجنادرية، الذي أصبح بصمة من بصمات الثقافة السعودية، ورافدا مهما يرفد الثقافة العربية بكل ما تحمله من عمق وشمولية ويقول: إن هذا الرفد الثقافي بالمملكة ما كان له أن يحدث لولا أن هناك تشجيعا ودعما من المؤسسات الثقافية السعودية للمبدعين ليس في المملكة وحدها، ولكن على المستوى الوطن العربي، حيث نجد أسماء ثقافية كبيرة تحرص على المشاركة في مثل هذا الحدث الكبير الذي تنتظره من العام إلي الآخر.
ويوضح التهامي أن كثيرا من المؤسسات الثقافية السعودية بدأت تقوم بتنظيم العديد من الفعاليات المتخصصة في هذا الشأن، ما يعكس أن هناك زخما في المشهد الثقافي بالسعودية، يحتاج إلى تقدير وإشادة من المثقفين العرب، ويقول: إنه على هذا النحو حققت الثقافة السعودية تطورا غير مسبوق على المستويين العربي والدولي، حيث وجدنا حضورا لافتا من المبدعين السعوديين في العديد من الفعاليات الثقافية عربيا ودوليا.